يواجه الكثيرون تحديًا مزعجًا يتمثل في جفاف البشرة المستمر، حيث يظل الجلد مشدودًا ومغطى بالقشور رغم المحاولات الدائمة لترطيبه، ولا يقتصر هذا الأمر على برودة الطقس في الشتاء فحسب، بل قد يكون مؤشرًا على حالة صحية أعمق تتطلب تعاملًا خاصًا. وفي هذا السياق، يطمئن الخبراء بأن استعادة نعومة الجلد وتوازنه أمر ممكن من خلال إدخال تعديلات جوهرية وبسيطة في آنٍ واحد على روتين العناية اليومي، مما يعالج المشكلة من جذورها بدلًا من الاكتفاء بالحلول المؤقتة التي لا تُجدي نفعًا.

وقد سلّط الدكتور سكوت والتر، المتخصص في طب الجلدية بولاية كولورادو، الضوء على هذه الظاهرة، موضحًا أن المظهر المتشقق للجلد الذي يشبه الأرض العطشى غالبًا ما يرتبط بعوامل وراثية تُعرف طبيًا بـ “السُماك الشائع”. وتحدث هذه الحالة نتيجة خلل في وظيفة الحاجز الواقي للبشرة يمنع الخلايا الميتة من التساقط وتجديد نفسها بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى تراكمها والتصاقها ببعضها البعض، لتعطي في النهاية ذلك الملمس الخشن والمظهر الجاف الذي يقاوم بشدة محاولات الترطيب العادية.

وللتغلب على هذه المشكلة بفاعلية، ينصح الطبيب باتباع نهج مختلف يعتمد أولًا على تغيير نوعية المستحضرات المستخدمة، حيث يُفضل استبدال السوائل المرطبة الخفيفة (اللوشن) بالكريمات والمراهم ذات القوام الكثيف والثقيل، نظرًا لقدرتها العالية على حبس الرطوبة داخل طبقات الجلد ومنع تسربها. ولضمان أقصى استفادة من هذه المنتجات، يجب تطبيقها فور الانتهاء من الاستحمام والجلد لا يزال رطبًا ومشبعًا بالماء، حيث تعمل هذه الطريقة “كقفل” يحتجز الرطوبة قبل تبخرها. وبالتوازي مع ذلك، ينبغي التدقيق في اختيار منظفات الجسم، إذ يوصى بالاعتماد على زيوت الاستحمام أو أنواع الصابون اللطيفة التي تحافظ على الزيوت الطبيعية للبشرة، وتجنب المنظفات القوية التي تزيد من تهيج الجلد وتجرده من مرونته، وهو ما يُعد خطوة أساسية لأي شخص يعاني من الجفاف المزمن.