في الآونة الأخيرة، تزايدت المخاوف بشأن ظاهرة الموت المفاجئ وتوقف عضلة القلب، وهي مأساة لم تعد تستهدف كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة فحسب، بل باتت تطال شبابًا في مقتبل العمر يبدون في كامل صحتهم ولا يشكون من أي تاريخ مرضي سابق، وهو الأمر الذي دق ناقوس الخطر بشأنه الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب.

ويرى الخبراء أن السبب الجوهري وراء تفاقم هذه الحالات يكمن في الضغوط النفسية الهائلة التي تفوق طاقة القلب البشري على التحمل؛ فمشاعر الحزن العميق، القلق، والتوتر المستمر تؤدي إلى إثارة عاصفة كيميائية داخل الجسم، حيث يتدفق هرمونا الأدرينالين والكورتيزول بمستويات عنيفة. هذا الاندفاع الهرموني يتسبب في ارتفاع حاد ومفاجئ في ضغط الدم، ويحدث فوضى في كهرباء القلب وانتظام ضرباته، وقد يصل الأمر إلى تشنج الشرايين التاجية وضعف مفاجئ في العضلة، مما ينتهي بذبذبة بطينية تؤدي للوفاة.

وفي سياق متصل، تم تسليط الضوء على أهمية الانتباه لمرض ضغط الدم باعتباره “القاتل الصامت”، حيث كشفت المبادرات الصحية الوطنية السابقة أن نسبة لا يستهان بها من الشباب، بدءًا من سن الثامنة عشرة، يعانون من ارتفاع الضغط دون علمهم، مما يجعل الفحص الدوري ضرورة ملحة لكافة الأعمار. وعلى صعيد آخر، تم دحض الاعتقاد الشائع بأن أنظمة الرجيم القاسية تؤدي مباشرة للموت، حيث أوضح الأطباء أن ضررها ينحصر غالبًا في حدوث هبوط عام حال تطبيقها بشكل خاطئ، وليست سبباً رئيساً للوفاة المفاجئة.

وللوقاية من هذه المخاطر، يحذر الأطباء بشدة من العادات الخاطئة مثل الهروب من المشكلات بالنوم أو الذهاب للفراش في حالة غضب، لأن ذلك يربك عمل القلب أثناء الراحة، فضلاً عن خطورة قلب الساعة البيولوجية بالسهر طوال الليل والنوم نهارًا، لما يسببه ذلك من إنهاك شديد للقلب والعقل. ولضمان السلامة، يُنصح بضرورة فصل الهواتف المحمولة قبل موعد النوم بساعتين لتهيئة الجسم للراحة، والحرص على النوم المنتظم، وتبني نمط غذائي صحي، مع محاولة تجنب مصادر الانفعال والتوتر قدر المستطاع، والمواظبة على قياس الضغط للاطمئنان المستمر.