يمر الكابتن حسن علي، الحارس الأسبق لعرين نادي الترسانة ومنتخب مصر، بظرف صحي طارئ استوجب دخوله العناية المركزة بأحد المستشفيات، حيث يخضع حاليًا للملاحظة الطبية الدقيقة إثر إصابته بجلطة دماغية مفاجئة، ومن المقرر أن يستمر تحت الرعاية الطبية لمدة ثلاثة أيام للاطمئنان على استقرار حالته قبل السماح له بمغادرة المستشفى والعودة إلى منزله لاستكمال التعافي.

وبالعودة إلى صفحات التاريخ الرياضي لهذا الحارس المخضرم، فقد كانت انطلاقته مع قلعة “الشواكيش” عبر بوابة الشناوي الأب (والد خبير التحكيم الدولي أحمد الشناوي)، الذي كان يشغل منصبًا إداريًا بالنادي آنذاك، وتزامن ذلك مع وجود جهاز فني يقوده المستر مستكالو وحمدي عبد الفتاح، إلا أن الدور الأبرز في تصعيده للفريق الأول كان للأسطورة الراحل حسن الشاذلي، الذي آمن بموهبته خلال الدورات الكروية الداخلية التي كانت تُعقد بالنادي في فترة توقف النشاط الكروي إبان نكسة عام 1967.

وقد أثبت حسن علي جدارته سريعًا بعد انضمامه لصفوف الكبار، حيث سافر مع الفريق إلى سوريا تحت قيادة المدرب الراحل فؤاد صدقي، وهناك ساهم ببراعة في تتويج الترسانة بلقبي دورة “الصاعقة” و”الجلاء”، متفوقين على أندية عريقة مثل الأهلي والجيش السوري، وهو ما دفع مدربه فؤاد صدقي لمنحه مكافأة خاصة قدرها مائة جنيه تقديرًا لمستواه الاستثنائي في الذود عن مرماه.

وعلى الصعيد الدولي، سطر الحارس تاريخًا مشرفًا مع “الفراعنة”، حيث كان ركنًا أساسيًا في التتويج بلقب كأس فلسطين مرتين؛ الأولى في العراق عام 1972 بعد الفوز بثلاثية، والثانية في تونس عام 1974 بهدف نظيف، ليحصل اللاعبون حينها على مكافآت مجزية من اتحاد الكرة، كما امتدت مسيرته لتشمل المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية بنيجيريا عام 1973، وتوجت مجهوداته باختياره ضمن منتخب قارة أفريقيا للمشاركة في كأس العالم المصغرة بالبرازيل رفقة النجوم شحتة وهاني مصطفى، وذلك عقب حصول مصر على برونزية أمم أفريقيا بـ لاجوس بعد الفوز على غانا.

وبعد أن علق قفازاته معلنًا الاعتزال في عام 1984، دشن حسن علي مسيرة تدريبية حافلة امتدت لسنوات طويلة، عمل خلالها مدربًا لحراس المرمى مع الجنرال الراحل محمود الجوهري في المنتخبات الوطنية لمدة خمسة عشر عامًا، وتميز بعين ثاقبة لاكتشاف المواهب، حيث كان له الفضل في تقديم الحارس أحمد الشناوي (حارس بيراميدز الحالي) عندما كان يعمل في النادي المصري البورسعيدي، بالإضافة إلى عمله في تدريب حراس أندية الأوليمبي والمصرية للاتصالات، واستمراره في إمداد نادي الترسانة بحراس مرمى مميزين من اكتشافه.