في إطار التحضيرات الجادة للمواجهة المرتقبة التي تجمع المنتخب المصري بنظيره الأنجولي، وضع الجهاز الفني للفراعنة بقيادة حسام حسن الفوز نصب عينيه، معتبرًا أن اللقاء يمثل فرصة ذهبية لتحقيق مكاسب فنية ومعنوية قبل الدخول في معتركات الأدوار الإقصائية. وأشار المدرب إلى أن الخصم يتمتع بقدرات محترمة ويُحسب له ألف حساب، إلا أن الرهان الأكبر يقع على عاتق اللاعبين المصريين الذين يمتلكون عزيمة فولاذية ورغبة صادقة في رسم البسمة على وجوه الملايين من مشجعيهم، مستندين في ذلك إلى تاريخ عريق وروح قتالية تميز قميص المنتخب الوطني.

وعلى صعيد الجاهزية الفنية، أبدى “العميد” ثقة مطلقة في قائمة الفريق المكونة من 28 لاعبًا، مؤكدًا أن سياسة التدوير ومشاركة أغلبية العناصر في المباريات الماضية دليل قاطع على كفاءة الجميع وجاهزيتهم لتمثيل مصر في أي وقت. وقد أثنى بشكل خاص على المرونة التكتيكية لنجوم الفريق مثل تريزيجيه وزيزو وقدرتهم على التكيف مع مراكز مختلفة، كما دافع عن الأخطاء الواردة في كرة القدم مثل حالات الطرد، مشيدًا في الوقت ذاته بصلابة مركز حراسة المرمى بقيادة محمد الشناوي وزملائه، ومؤكدًا أن الجهاز الفني يمتلك الحلول والخطط المتنوعة التي تتناسب مع طبيعة كل مباراة لضمان التفوق.

وفي سياق متصل، ثمن المدير الفني الأجواء الأخوية والدعم الجماهيري الكبير، موجهًا تحية تقدير للجماهير المغربية التي آزرت الفريق، وهو ما يعكس عمق الروابط بين الأشقاء، بالإضافة إلى المساندة الدائمة من الجمهور المصري. وأعرب عن ارتياحه لاستمرار إقامة البعثة في مدينة أغادير خلال منافسات دور الستة عشر، مشددًا على أن مشوار البطولة لا يزال طويلًا ويتطلب نفسًا طويلًا، خاصة في ظل التطور المذهل للكرة الأفريقية واختفاء الفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخبات، مما يجعل كل مباراة بمثابة تحدٍ صعب لا يقبل التهاون.

ويدخل الفراعنة هذا التحدي القاري بكتيبة مدججة بالنجوم في كافة المراكز، بدءًا من حراسة المرمى التي تضم محمد وأحمد الشناوي ومصطفى شوبير ومحمد صبحي، مرورًا بخط دفاع صلب يجمع بين الخبرة والشباب بوجود محمد هاني ورامي ربيعة وياسر إبراهيم وأحمد فتوح وزملائهم. أما وسط الميدان فيزخر بأسماء رنانة مثل إمام عاشور ومروان عطية وحمدي فتحي وزيزو، وصولًا إلى خط هجوم ناري يقوده القائد محمد صلاح رفقة عمر مرموش ومصطفى محمد وبقية العناصر الهجومية المميزة.

تاريخيًا، تميل الكفة بوضوح لصالح المنتخب المصري في مواجهاته المباشرة مع أنجولا ببطولات الأمم الأفريقية، حيث سبق للفراعنة حسم مواجهتين سابقتين بنفس النتيجة (هدفين مقابل هدف)، الأولى كانت في افتتاح مشوارهم بنسخة 1996، والثانية في ربع نهائي نسخة 2008، وشهدت المباراتان تألقًا لنجوم الزمن الجميل مثل أحمد الكاس وحسني عبد ربه وعمرو زكي. ويسعى الجيل الحالي لترسيخ هذه الهيمنة وتعزيز الرقم القياسي المسجل باسم مصر كأكثر المنتخبات تتويجًا باللقب القاري برصيد سبع بطولات، متفوقة بفارق مريح على أقرب منافسيها الكاميرون وغانا، في إرث كروي يسعى الجميع للحفاظ عليه.