يضع الجهاز الفني للفراعنة اللمسات الأخيرة على تحضيراته قبل السفر إلى الأراضي المغربية لخوض غمار المنافسات القارية، حيث تمثل المواجهة الودية المنتظرة أمام “النسور الخضراء” يوم الثلاثاء بروفة نهائية شديدة الأهمية. ولا يُنظر إلى هذا اللقاء باعتباره مجرد مباراة تجريبية، بل هو الاختبار الحقيقي الذي سيكشف مدى جاهزية الفريق الذهنية والبدنية قبل الدخول في المعترك الأفريقي الرسمي، مما يجعلها محطة مفصلية في رحلة الإعداد.

وقد وقع الاختيار على المنتخب النيجيري تحديداً لكونه يجسد الكرة الأفريقية الحديثة التي تمتاز بالقوة الجسمانية والسرعات الفائقة، مما يجعله المعيار الأمثل لقياس صلابة الدفاع المصري وقدرة لاعبي خط الوسط على مجاراة النسق السريع والتعامل مع التحولات الهجومية الخاطفة التي يتقنها الخصم. ويسعى حسام حسن من خلال هذه التجربة القوية إلى التأكد من قدرة فريقه على تطبيق أسلوب الضغط العالي بكفاءة، واختبار منظومة الدفاع أمام هجوم شرس يمتلك حلولاً متنوعة، مما يضع الحراس والمدافعين تحت ضغط حقيقي يكشف مدى قدرتهم على التغطية العكسية والتعامل مع الكرات الهوائية.

من الناحية التكتيكية، ستكون هذه الدقائق التسعين فرصة ذهبية للاستقرار على العناصر الأساسية التي سيعتمد عليها الفريق في البطولة، حيث يتطلع المدرب إلى خلق حالة من الانسجام التام بين اللاعبين، لا سيما في المناطق الخلفية ومحور الارتكاز. فالهدف الآن يتجاوز مجرد تجربة الأسماء، ليصل إلى مرحلة تثبيت التشكيل واختبار التفاهم بين الثنائيات الدفاعية وثلاثي الوسط لضمان أعلى درجات الربط بين الخطوط. وفي الشق الهجومي، يركز الفريق على كيفية بناء الهجمات من الخلف وتجاوز ضغط المنافس لإيصال الكرة بفعالية إلى مفاتيح اللعب والأجنحة الهجومية المميزة، لتمكينهم من استغلال مهاراتهم في صناعة الفارق وتهديد مرمى الخصم بشكل مباشر.