تتجه الأنظار مساء اليوم صوب المستطيل الأخضر، حيث يخوض المنتخب المصري مواجهة مرتقبة أمام نظيره الأنجولي في إطار الجولة الثالثة من دور المجموعات للبطولة القارية، وسط طموحات كبيرة يقودها المدير الفني حسام حسن لاستعادة أمجاد “الفراعنة” واعتلاء منصة التتويج الغائبة عن خزائن المنتخب منذ خمسة عشر عاماً، وتحديداً منذ الحقبة الذهبية للمعلم حسن شحاتة في 2010. وتكتسب هذه المباراة أهمية خاصة للعميد حسام حسن، إذ تمثل محطة جديدة في مسيرته التدريبية مع المنتخب، مستلهماً روح الانتصار التي عاشها كلاعب عندما رفع الكأس في نسخة 2006، وسعياً لكتابة تاريخ جديد من مقعد المدرب.

وعلى صعيد الأداء الفني، أثبت المنتخب جدارته خلال رحلة التصفيات المؤهلة لكان 2025 بالمغرب، حيث بسط سيطرته الكاملة محققاً العلامة الكاملة بانتصارات متتالية ضمنت له مقعداً في النهائيات قبل إسدال الستار على التصفيات بجولتين. وتعكس لغة الأرقام تفوقاً ملحوظاً في حقبة حسام حسن، حيث خاض الفريق تحت قيادته 19 مواجهة تنوعت بين الرسمية والودية، نجح في حسم 13 منها لصالحه، بينما حضر التعادل في أربع مناسبات، ولم يتجرع مرارة الهزيمة إلا في مباراتين، مع حصيلة تهديفية قوية بلغت 24 هدفاً مقابل استقبال شباكه لتسعة أهداف فقط، مما يعكس توازناً بين الشقين الهجومي والدفاعي.

وتتجاوز طموحات الجهاز الفني حدود القارة السمراء، حيث يسير حسام حسن على خطى الراحل محمود الجوهري في حلم قيادة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، ليكون بذلك ثاني مدرب وطني يحقق هذا الإنجاز، جامعاً بين شرف التمثيل في المونديال كلاعب في تسعينيات القرن الماضي، وكقائد فني في النسخة المنتظرة. ويستند المنتخب في طموحاته تلك إلى إرث تاريخي عريض، إذ يتربع الفراعنة على عرش القارة كأكثر المنتخبات تتويجاً باللقب برصيد سبع بطولات، متفوقين على عمالقة القارة مثل الكاميرون وغانا، فضلاً عن كونهم أصحاب الرقم القياسي في عدد المشاركات بالبطولة.

ولا يتوقف التاريخ العريق للمنتخب المصري عند عدد الألقاب فحسب، بل يمتد ليشمل أرقاماً قياسية فريدة، منها المباراة التاريخية أمام نيجيريا عام 1963 التي شهدت أكبر غلة تهديفية في تاريخ البطولة بتسعة أهداف، وانتهت بانتصار مصري ساحق. وعلى المستوى الفردي، يبرز اسما أحمد حسن وعصام الحضري كأكثر اللاعبين معانقة للذهب الإفريقي بأربعة ألقاب، بينما يظل إنجاز المعلم حسن شحاتة صامداً كأكثر المدربين تتويجاً، متساوياً مع الغاني تشارلز جيامفي، وهو الإرث الذي يسعى الجيل الحالي للحفاظ عليه وتعزيزه.