تنطلق الليلة رحلة المنتخب المصري في الأراضي المغربية، حيث تتجه الأنظار صوب المواجهة الافتتاحية ضد منتخب زيمبابوي في تمام الساعة العاشرة مساءً، إيذاناً ببدء المشوار نحو استعادة الأمجاد القارية. ويدخل “الفراعنة” هذه البطولة بطموحات تعانق السماء، مستهدفين تعزيز رقمهم القياسي وخطف النجمة الثامنة الغائبة عن قميص المنتخب منذ سنوات، في تحدٍ كروي يجمع بين الرغبة في الفوز واستعادة الهيبة الأفريقية.
وتكتسب هذه المشاركة طابعاً عاطفياً وتاريخياً خاصاً للمدير الفني حسام حسن، الذي يعود لأجواء البطولة ولكن هذه المرة من مقعد القيادة الفنية، بعد أن سطر اسمه بحروف من ذهب كلاعب وقائد توج باللقب في نسخة 2006. ويدخل “العميد” المنافسات متسلحاً بسجل قوي خلال مرحلة التصفيات، حيث قاد الفريق لتحقيق العلامة الكاملة في أربع مباريات متتالية، حاصداً 12 نقطة ضمنت لمصر تذكرة العبور مبكراً قبل جولتين من النهاية، مما يعكس حالة الاستقرار الفني والبدني للعناصر المختارة.
ولم تكن رحلة الإعداد للمحفل الأفريقي وليدة الصدفة، بل جاءت نتاج سلسلة طويلة من المباريات الرسمية والودية التي خاضها الجهاز الفني للوقوف على مستوى اللاعبين، وشهدت هذه الفترة تباينًا في النتائج بين انتصارات عريضة على منتخبات مثل كاب فيردي وبوتسوانا وجيبوتي، ومواجهات قوية أمام كرواتيا ونيوزيلندا، ساهمت جميعها في صقل قوام الفريق. ويُحسب لحسام حسن نجاحه في تكرار إنجاز الراحل محمود الجوهري، بكونه ثاني مدرب وطني يقود بلاده للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، ليسجل بذلك حضوره في المونديال مدرباً بعد أن شارك فيه لاعباً في جيل التسعين.
وفيما يخص حسابات البطولة الحالية، وقع المنتخب المصري في المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبه منتخبات أنجولا وجنوب أفريقيا وزيمبابوي. وتستضيف المغرب هذه النسخة للمرة الثانية في تاريخها بعد عام 1988، وسط منافسة شرسة متوقعة، لا سيما من منتخب كوت ديفوار حامل اللقب الأخير. ويعول الجهاز الفني على قائمة مدججة بالنجوم، تبدأ من حراسة المرمى بوجود محمد الشناوي ورفاقه، مروراً بخط دفاع يضم رامي ربيعة ومحمد هاني وياسر إبراهيم، ووسط ملعب يزخر بالمواهب مثل محمد صلاح وعمر مرموش وتريزيجيه وزيزو وإمام عاشور، وصولاً إلى خط الهجوم بقيادة مصطفى محمد، حيث تأمل الجماهير أن تكون هذه التشكيلة هي مفتاح العودة بالكأس.
التعليقات