تتجه أنظار الجماهير الرياضية المصرية بشغف نحو الملاعب الأفريقية، محملة بآمال عريضة وتساؤلات مشروعة حول قدرة المدير الفني الحالي، حسام حسن، على استلهام روح أستاذه الراحل محمود الجوهري والسير على دربه. فمع انطلاق رحلة الفراعنة بمواجهة زيمبابوي، يبرز الحلم الكبير بأن يتمكن “العميد” من تكرار إنجاز “الجنرال” الفريد، محولاً مسيرته الذهبية كلاعب أسطوري داخل المستطيل الأخضر إلى قيادة فنية حكيمة تتوج بالذهب، في محاولة جادة لإنهاء سنوات عجاف ابتعدت فيها مصر عن منصات التتويج.

وتظل سيرة محمود الجوهري هي البوصلة التاريخية لهذا الطموح، كونه المصري الوحيد الذي نجح في معانقة الكأس القارية في موقعين مختلفين؛ بطلاً وهدافاً في نسخة 1959، ثم مديراً فنياً صانعاً للمجد في بوركينا فاسو عام 1998. واليوم، يقف حسام حسن، الذي ساهم كلاعب في حصد اللقب ثلاث مرات، أمام فرصة سانحة لكتابة اسمه بحروف من نور في سجلات التدريب، طامحاً في أن يصبح ثاني مصري يحقق هذه الثنائية التاريخية، ويعيد للمنتخب هيبته المفقودة منذ آخر تتويج في أنجولا 2010.

وترتبط مسيرة الرجلين بخيط رفيع من الذكريات، وتحديداً في نسخة 98 التي يعتبرها الكثيرون نقطة التلاقي الروحي بينهما؛ ففي تلك البطولة، وضع الجوهري ثقته الكاملة في حسام حسن متحدياً كافة الانتقادات، ليرد الأخير الجميل بأداء استثنائي توج بسبعة أهداف ولقب الهداف، مهدياً بلاده اللقب الغالي. ولا تقتصر أوجه الشبه على الإنجازات، بل تمتد لتشمل السمات الشخصية من صرامة وانضباط وروح قتالية عالية، فضلاً عن توليهما المسؤولية في ظروف صعبة، معتمدين على شحذ الهمم والروح الوطنية كوقود للمعركة.

وعلى صعيد التحضيرات اللوجستية للبطولة المقامة في المغرب، أسفر الاجتماع الفني عن تحديد ألوان قمصان المنتخب، حيث سيظهر الفريق بزيه التقليدي المكون من القميص الأحمر والسروال الأبيض في الجولتين الأولى والثانية أمام زيمبابوي وجنوب أفريقيا يومي 22 و26 ديسمبر، بينما سيرتدي اللاعبون الطقم البديل المكون من القميص الأبيض والسروال الأسود في ختام دور المجموعات أمام أنجولا يوم 29 من الشهر ذاته.

وقد استقر الجهاز الفني على كتيبة المقاتلين التي ستخوض غمار المنافسة، حيث يذود عن المرمى كل من محمد الشناوي وأحمد الشناوي ومصطفى شوبير ومحمد صبحي، وأمامهم خط دفاع يضم محمد هاني وأحمد عيد ورامي ربيعة وخالد صبحي وياسر إبراهيم ومحمد إسماعيل وحسام عبد المجيد ومحمد حمدي وأحمد فتوح. وفي وسط الميدان تتواجد خيارات متعددة مثل مروان عطية وحمدي فتحي ومهند لاشين ومحمود صابر ومحمد شحاتة وإمام عاشور وأحمد سيد زيزو وتريزيجيه وإبراهيم عادل ومصطفى فتحي، بينما يقود الهجوم النجم محمد صلاح رفقة عمر مرموش ومصطفى محمد وصلاح محسن وأسامة فيصل، وسط تطلعات بأن تكون هذه المجموعة هي مفتاح العودة للسيادة القارية وحصد النجمة الثامنة بعد غياب دام خمسة عشر عاماً.