تتجه أنظار محبي الساحرة المستديرة صوب الملاعب المغربية التي تحتضن حاليًا النسخة الخامسة والثلاثين من العرس الكروي الأفريقي، حيث انطلقت المنافسات وسط أجواء حماسية ومشاركة أربعة وعشرين منتخبًا يسعون للمجد القاري. وفي خضم هذه البداية الساخنة، يترقب الجمهور المصري والعربي المواجهة المرتقبة التي تجمع “الفراعنة” بنظيرهم الزيمبابوي، في لقاء يعد بالكثير من الندية والإثارة، خاصة في ظل وجود منتخبات عملاقة مثل السنغال وأسود الأطلس تتنافس بقوة على اللقب، علمًا بأن البطولة تمتد فعالياتها من أواخر ديسمبر وحتى الثامن عشر من يناير المقبل.

وعلى رأس القيادة الفنية للمنتخب المصري، يقف الأسطورة حسام حسن، الذي عاد ليحمل آمال المصريين، متسلحًا بتاريخ عريض كلاعب لا يشق له غبار. فهو الهداف التاريخي لبلاده برصيد تهديفي مذهل بلغ 68 هدفًا، وأحد أكثر اللاعبين خوضًا للمباريات الدولية في تاريخ الكرة العالمية، بمسيرة تجاوزت 176 مباراة. ولا يقتصر إرثه على الأرقام الفردية فحسب، بل كان ركيزة أساسية في وصول مصر لمونديال إيطاليا 1990، وساهم بفعالية في حصد اللقب الأفريقي ثلاث مرات في سنوات متباعدة، بالإضافة إلى تتويجه بكأس العرب، مما جعله في وقت من الأوقات “عميد لاعبي العالم”.

ويسعى “العميد” من خلال موقعه الجديد كمدرب إلى استنساخ أمجاد الماضي، مستلهمًا روح الانتصار التي لازمته كلاعب، لا سيما أنه يمتلك رقمًا قياسيًا فريدًا كأكبر لاعب سنًا يسجل في تاريخ أمم أفريقيا، وذلك حين هز شباك الكونغو وهو على مشارف الأربعين في نسخة 2006. ويطمح حسام حسن لإنهاء سنوات العجاف التي استمرت لنحو خمسة عشر عامًا، وإعادة الكأس السمراء إلى أحضان القاهرة للمرة الأولى منذ الإنجاز الأخير للجيل الذهبي تحت قيادة المعلم حسن شحاتة عام 2010.

وقد أسفرت القرعة عن توزيع المنتخبات في مجموعات نارية تعد بمواجهات من العيار الثقيل؛ فبينما يواجه المنتخب المصري تحديات المجموعة الثانية التي تضم جنوب أفريقيا وأنجولا وزيمبابوي، يخوض المنتخب المغربي المستضيف غمار المنافسة في المجموعة الأولى رفقة مالي وزامبيا وجزر القمر. وتشهد بقية المجموعات صراعات قوية، حيث تصطدم نيجيريا بتونس في الثالثة، وتتواجد السنغال مع الكونغو الديمقراطية في الرابعة، في حين تضم المجموعة الخامسة الجزائر وبوركينا فاسو، وأخيرًا تأتي كوت ديفوار والكاميرون في المجموعة السادسة، مما ينبئ ببطولة استثنائية على كافة الأصعدة.