شهدت العاصمة الإدارية الجديدة حراكًا رياضيًا عالميًا توّج بتجديد الثقة في الدكتور حسن مصطفى لقيادة دفة كرة اليد الدولية لفترة ولاية سابعة على التوالي. فخلال فعاليات الكونجرس الأربعين للاتحاد الدولي، الذي احتضنه فندق سانت ريجيس، تمكن المسؤول المصري من حسم السباق الانتخابي لصالحه، ليضمن استمراره على رأس المنظومة من عام 2025 وحتى 2029، في خطوة تبرز بوضوح حجم التقدير الدولي الذي يحظى به مسار عمله الطويل.

ولم يكن الطريق خاليًا من المنافسة، إذ خاض مصطفى المعترك الانتخابي في مواجهة ثلاثة مرشحين من القارة الأوروبية، وهم السلوفيني فرانك بوبيناك، والألماني جيرد بوتزيك، والهولندي تجارك دي لانج. ورغم تعدد المنافسين، جاءت كلمة الجمعية العمومية حاسمة بمنح الأغلبية للمرشح المصري، وسط حضور كثيف وغير مسبوق لممثلي الاتحادات الوطنية، حيث شارك في التصويت 176 اتحادًا من أصل 211، ما يضفي شرعية قوية وشعبية جارفة على هذا الفوز، ويجعل من هذا الاجتماع واحدًا من أضخم التجمعات في تاريخ الاتحاد.

ويأتي هذا التكليف الجديد استكمالًا لمسيرة ممتدة بدأت مع مطلع الألفية عام 2000، شهدت خلالها لعبة كرة اليد طفرات نوعية شملت كافة الأصعدة. فقد نجح مصطفى عبر السنوات الماضية في إحداث تغييرات جذرية طالت الجوانب الفنية والإدارية، فضلًا عن تطوير لوائح اللعبة واستحداث بطولات للمراحل السنية المختلفة، إلى جانب تعظيم العوائد من خلال توسيع رقعة البث التلفزيوني والشراكات التجارية، مما عزز من انتشار اللعبة شعبيًا وجغرافيًا ورسخ استقرار الاتحاد الدولي.

وعلى صعيد التنظيم، خرج المشهد بصورة حضارية تعكس القدرات المصرية المتنامية في استضافة المحافل الكبرى، حيث تولت الشركة المتحدة للرياضة ترتيبات الحدث برعاية شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية. وقد أظهر هذا التجمع الدولي كفاءة مصر في إدارة الفعاليات العالمية، مؤكدًا في الوقت ذاته دعم الدولة المستمر لكوادرها الرياضية لتبوء أرفع المناصب الدولية، ومبرهنا على الاحترافية العالية التي وصلت إليها المؤسسات الوطنية في تنظيم الأحداث ذات الثقل العالمي.