شهدت الساحة الرياضية مؤخراً طفرة غير مسبوقة لأبطال الكاراتيه المصريين، الذين نجحوا في كتابة تاريخ جديد للعبة عبر حصد العديد من الألقاب والمراكز الأولى في مختلف الفئات العمرية، وهو إنجاز لاقى استحساناً واسعاً وتقديراً خاصاً من أعلى مستويات القيادة في الدولة والحكومة. وقد تجلى هذا التفوق بوضوح خلال منافسات بطولة العالم التي احتضنتها القاهرة بعد غياب قارب الأربعة عقود، حيث استغل “الفراعنة” عاملي الأرض والجمهور لانتزاع ثلاث عشرة ميدالية متنوعة، واضعين مصر على قمة الترتيب العام للكبار بفضل ثلاث ذهبيات وبرونزية تاريخية.

ولم يكن تميز أبطال التحدي أقل شأناً، إذ فرض المنتخب المصري لذوي الهمم سيطرته المطلقة على مجريات البطولة ذاتها، منتزعاً الصدارة من قوى تقليدية مثل إيطاليا التي حلت ثانياً، بعد أن جمع اللاعبون حصيلة وفيرة بلغت تسع ميداليات، تضمنت أربع ذهبيات وفضية يتيمة، إلى جانب أربع برونزيات، ليؤكدوا ريادتهم العالمية في هذه الرياضة ويتوجوا باللقب عن جدارة.

وعلى الصعيد القاري، واصلت البعثة المصرية عزف نغمة الانتصارات في العاصمة النيجيرية “أبوجا”، حيث اكتسح المنتخب منافسات البطولة الأفريقية محققاً رقماً قياسياً بـ 36 ميدالية، منها 24 ذهبية، مما جعلهم يتفوقون بفارق شاسع على منافسيهم من المغرب والجزائر والسنغال. وبالتوازي مع هذه النجاحات الجماعية، برزت الإنجازات الفردية للبطلة الأولمبية فريال أشرف التي تمكنت من اقتناص الميدالية البرونزية والمركز الثالث خلال مشاركتها في سلسلة بطولات الاتحاد الدولي (Series A) التي أقيمت في النمسا.

واختتمت سلسلة الإنجازات المصرية المدوية في الأراضي المغربية، حيث شهدت منافسات الدوري العالمي بمدينة الرباط صعود اللاعبين المصريين لمنصات التتويج ست مرات لحصد ميداليات تنوعت بين الذهب والفضة والبرونز. كما تكللت هذه الجهود باعتراف دولي رفيع المستوى، حيث نال ثلاثي المنتخب جائزة “الفائز الأكبر” (Grand Winner) من الاتحاد الدولي للعبة، تقديراً لأدائهم الاستثنائي ومستواهم الثابت الذي قدموه في البطولة ذاتها.