شهد أحد الفنادق الكبرى، مساء السبت، تجمعًا رياضيًا وفنيًا مميزًا احتفالًا بزفاف كريمة الكابتن ربيع ياسين، الظهير الأيسر التاريخي للنادي الأهلي. وقد تحول الحفل إلى ملتقى لجيل التسعينيات الذهبي، حيث حرص رفقاء الدرب الذين مثلوا مصر في كأس العالم بإيطاليا على مشاركة زميلهم هذه الفرحة، وفي مقدمتهم الإعلامي أحمد شوبير، ومجدي عبد الغني، وهشام يكن، بالإضافة إلى النجم السابق محمد عمارة. ولم يقتصر الحضور على نجوم الساحرة المستديرة، بل زينت الحفل وجوه فنية وإعلامية بارزة، مثل الفنانة غادة عادل والإعلامية منى عبد الغني، مما أضفى طابعًا من البهجة والألفة على الأجواء.

وبالعودة إلى مسيرة والد العروس، نجد أنها قصة ملهمة بدأت من ملاعب مركز شباب الفشن البسيطة، قبل أن تلعب الأقدار دورها المحوري في انتقاله إلى القلعة الحمراء عام 1980، وذلك بعد تألقه اللافت مع منتخب بني سويف في مواجهة ضد الأهلي، مما دفع مسؤولي النادي للتمسك بالتعاقد معه فورًا. ومنذ تلك اللحظة، حجز “ربيع” مكانه الأساسي في الجبهة اليسرى لمدة اثني عشر عامًا، مقدمًا نموذجًا للظهير العصري الذي يجمع بين الصلابة الدفاعية والنزعة الهجومية والتسديدات القوية، ليصبح بلا منازع أحد أفضل من شغلوا هذا المركز في تاريخ النادي.

وتزخر خزائن بطولات ربيع ياسين بالعديد من الألقاب القارية والمحلية التي حققها بالقميص الأحمر، حيث ساهم بفاعلية في هيمنة فريقه أفريقيًا خلال حقبة الثمانينيات، متوجًا بخمسة ألقاب لدوري أبطال أفريقيا، وثلاث نسخ متتالية من كأس الكؤوس الأفريقية، إلى جانب رصيد وافر من البطولات المحلية تجاوز العشرة ألقاب بين الدوري والكأس. وقد أسدل الستار على هذه الرحلة الحافلة داخل المستطيل الأخضر عام 1992 بعد رفعه كأس مصر، ليعلن اعتزاله اللعب وهو في الحادية والثلاثين من عمره، عقب قرار التغيير الشامل الذي طال حينها عددًا من كبار نجوم الفريق.

وعلى الصعيد الدولي، لم تكن إنجازات ربيع ياسين أقل بريقًا، إذ كان ركنًا أساسيًا في تشكيلة “الفراعنة” المتوجة بكأس الأمم الأفريقية عام 1986، وحصد ذهبية دورة الألعاب الأفريقية في العام التالي، وصولًا إلى قمة المجد بالمشاركة في مونديال 1990. ولم يكتفِ ياسين بنجاحاته كلاعب، بل اتجه بعد تعليق حذائه إلى عالم التدريب، حيث نجح في كتابة تاريخ جديد بقيادته لمنتخب الشباب للتتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية بالجزائر عام 2013، ليؤكد جدارته كمدرب قدير كما كان لاعبًا فذًا.