تتوارد الأنباء القادمة من الصحافة الإسبانية حول رغبة الفريق الرديف لنادي برشلونة في الاستعانة بخدمات الموهبة الصاعدة حمزة عبد الكريم لتعويض النقص العددي في خط الهجوم لديهم، إلا أن اللاعب الشاب يتعامل مع هذه الأضواء بنضج كبير، مؤكدًا أن مجرد الانتماء للقلعة الحمراء هو بحد ذاته مبعث فخر لا يضاهى. ويرى حمزة أن تسليط الضوء عليه ومراقبته من قبل الأندية الأوروبية أو المنتخبات ليس أمراً مستغرباً، بل هو نتاج طبيعي واستحقاق متوقع لأي عنصر ينشط داخل جدران هذا الكيان العظيم، مما يضعه أمام مسؤولية مضاعفة للحفاظ على هذا المستوى.
وفي خضم هذا الزخم الإعلامي، يلتزم اللاعب بصب جل تركيزه داخل المستطيل الأخضر، رافضًا الانشغال بأي ضغوطات قد تشتت انتباهه عن مساره. هو يدرك تماماً أن الحديث المستمر عن لاعبي الفريق في وسائل الإعلام أمر حتمي وجزء من ضريبة الشهرة، لذا اختار أن تكون لغة الحوار لديه هي الاجتهاد في التدريبات والتطوير الذاتي، تاركاً أداءه في الملعب ليكون الرد الوحيد والأبلغ على كل ما يثار حوله.
ولم يأتِ هذا البريق والاهتمام الخارجي من فراغ، بل كان ثمرة لظهور لافت ومميز، سواء عند تمثيل منتخب الشباب في المحافل العالمية، أو من خلال الفرص التي نالها للمشاركة قاريًا ومحليًا مع الفريق الأول. وخلف هذا الطموح الجارف تقف جذور عائلية عميقة، حيث نشأ حمزة في كنف أسرة تتنفس حب النادي ولها تاريخ رياضي في الكرة الطائرة، لكنهم ساندوا شغفه بكرة القدم، وهو يسعى الآن ليكون خير امتداد لإرث عائلته وكتابة تاريخ شخصي مشرف يخلد اسمه داخل النادي.
ويصف اللاعب لحظة انضمامه لتدريبات الكبار ودخوله غرفة الملابس بملعب التتش التاريخي بأنها حلم تحول إلى حقيقة، حيث انتقل من مقعد المشجع خلف الشاشات ليصبح زميلاً لنجوم كبار لم يبخلوا عليه بالنصيحة والدعم لاكتساب الخبرات اللازمة. ورغم الرهبة الطبيعية التي قد تسبق المباريات بسبب الحضور الجماهيري الطاغي، إلا أنه سرعان ما يحول هذا الضغط إلى طاقة إيجابية بمجرد انطلاق الصافرة. ويختتم حمزة تطلعاته بالتعبير عن سعادته بدخوله حسابات المنتخب الوطني، مؤكداً عزمه على مواصلة العمل الشاق ليكون دائماً عند حسن ظن الجماهير والجهاز الفني.
التعليقات