تواجه مفاوضات انتقال الموهبة الصاعدة حمزة عبد الكريم إلى الدوري الإسباني عقبات كبيرة، حيث يقف النادي الأهلي حجر عثرة أمام رغبة برشلونة في ضم اللاعب خلال موسم الانتقالات الشتوي المقبل. ويكمن السبب الجوهري لهذا الجمود في الصيغة المالية التي طرحها الجانب الكتالوني، والتي تخلو من أي مقابل مادي فوري نظير إتمام الصفقة، مكتفية بتقديم وعود بنسبة من البيع المستقبلي تصل إلى 30%، بالإضافة إلى بعض المزايا الفنية والبروتوكولية التي تشمل إقامة معسكرات تدريبية وتبادل للخبرات بين أكاديمية “لا ماسيا” الشهيرة وقطاع الناشئين في النادي القاهري.

ولا تخفي إدارة القلعة الحمراء استياءها الشديد من هذا العرض، حيث تنظر إليه كنوع من التفريط المجاني في إحدى أنصع الجواهر الكروية التي أنجبتها الملاعب المصرية والأفريقية في الآونة الأخيرة. فاللاعب الذي يستعد لإتمام عامه الثامن عشر مع بداية شهر يناير، يُعد مشروعاً استثمارياً وفنياً ضخماً لا يمكن التنازل عنه دون الحصول على تقدير مادي يليق بموهبته الفذة، وهو ما يجعل العرض الإسباني الحالي بعيداً تماماً عن تطلعات مسؤولي النادي.

وقد نجح عبد الكريم في خطف الأضواء وإجبار كشافي البلوغرانا على وضعه تحت المجهر بعد المستويات المبهرة التي قدمها في مونديال الناشئين الذي استضافته قطر في نوفمبر الماضي. فقد أظهر اللاعب قدرات تهديفية مميزة بتسجيله في شباك منتخبي هايتي وفنزويلا، وكان عنصراً حاسماً في قيادة المنتخب المصري لتجاوز دور المجموعات قبل أن تتوقف المسيرة أمام سويسرا في الدور التالي.

وفي خضم هذه التجاذبات الإدارية، يجد الأهلي نفسه في موقف معقد بسبب إصرار اللاعب الشديد على تحقيق حلمه بالانتقال إلى “كامب نو”، رافضاً النظر في أي بدائل أخرى رغم وصول عروض جادة من أندية أوروبية لها ثقلها، مثل بايرن ميونخ الألماني، وإشبيلية الإسباني، وأولمبيك ليون الفرنسي. وأمام هذه الرغبة الجامحة من اللاعب، تحاول إدارة الأهلي ممارسة أقصى درجات الضغط الدبلوماسي على الجانب الإسباني لتحسين الشروط المالية وضمان حقوق النادي، تجنباً لرحيل موهبته الأبرز بصفقة تبدو في ظاهرها مجانية.