مع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، يتجه الكثيرون في منطقتنا العربية إلى المشروبات الساخنة التي تمنحهم الدفء، ويحتل حمص الشام مكانة خاصة في هذا السياق، ليس فقط لكونه مشروباً لذيذ الطعم يبعث الحرارة في الأوصال، بل لأنه يمثل وجبة غذائية متكاملة الفوائد. تشير المصادر الطبية المتخصصة إلى أن تناول حبات الحمص مع مرقها الساخن يزود الجسم بدفعة قوية من المغذيات الضرورية لمقاومة برودة الطقس وتعزيز الصحة العامة.
يتميز هذا المشروب بكونه مصدراً ممتازاً للبروتين النباتي، مما يجعله خياراً مثالياً لدعم الكتلة العضلية ومنح شعور عميق بالشبع، وهو ما يفيد بشكل خاص الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة نباتي. وإلى جانب البروتين، يزخر الحمص بمجموعة حيوية من المعادن والفيتامينات مثل الحديد، والزنك، والفولات، والفوسفور، وتتكاتف هذه العناصر لرفع كفاءة الجهاز المناعي وتزويد الجسم بالطاقة والنشاط اللازمين لممارسة المهام اليومية.
على صعيد آخر، يلعب حمص الشام دوراً محورياً في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية؛ فمحتواه العالي من البوتاسيوم والمغنيسيوم، بالإضافة إلى الألياف، يساهم في تقليل مستويات الكوليسترول الضار. كما أن لهذه الألياف دوراً مزدوجاً، فهي من ناحية تحسن من أداء الجهاز الهضمي وتقي من الإمساك، ومن ناحية أخرى تعزز الإحساس بالامتلاء لفترات طويلة عند اجتماعها مع البروتين، مما يساعد في ضبط الشهية والسيطرة على الوزن. أضف إلى ذلك أن الحمص يتمتع بمؤشر جلايسيمي منخفض، مما يجعله وجبة آمنة لمرضى السكري عند استهلاكه باعتدال، حيث يساهم في استقرار مستويات السكر في الدم.
ورغم هذه المنافع المتعددة، يبقى الاعتدال هو القاعدة الذهبية؛ إذ ينصح الخبراء الأشخاص الذين يعانون من مشاكل القولون العصبي أو الانتفاخات بعدم الإفراط في تناوله. كما يجب الانتباه إلى طريقة التحضير، حيث يفضل تقليل كميات الملح المضافة لتجنب المخاطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل، لضمان الحصول على الفائدة دون أي آثار جانبية.
التعليقات