يرى الكثيرون أن حلول فصل الشتاء يرتبط حتماً باكتساب كيلوغرامات إضافية، إلا أن الدكتور معتز القيعي، المتخصص في التغذية العلاجية واللياقة البدنية، يتبنى وجهة نظر مغايرة، مؤكداً أن الأجواء الباردة يمكن أن تكون حليفاً قوياً للتخلص من الدهون المتراكمة والوصول إلى الوزن المثالي، شريطة التعامل مع الجسم وفق أسس علمية مدروسة وخطوات منظمة.

وفي تشخيصه للأسباب التي تجعل زيادة الوزن ظاهرة شائعة في هذا الموسم، أشار القيعي إلى أن الانخفاض في درجات الحرارة يدفع الكثيرين نحو الخمول وتقليل الحركة والمكوث الطويل في المنازل، مما يؤدي بدوره إلى تراجع معدلات الأيض وحرق السعرات. يضاف إلى ذلك الانسياق وراء رغبة زائفة في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات كوسيلة سريعة للتدفئة، وهو سلوك غذائي خاطئ يفاقم المشكلة بدلاً من حلها.

ولتحويل الشتاء إلى محطة فعالة لاستعادة الرشاقة، طرح خبير التغذية مجموعة من الحلول العملية التي تبدأ بتغيير نمط الحياة اليومي، وعلى رأسها الحفاظ على النشاط البدني؛ فالحركة، سواء كانت تمارين رياضية خفيفة أو مجرد المشي داخل أروقة المنزل، كفيلة بتنشيط الدورة الدموية، رفع درجة حرارة الجسم بشكل طبيعي، وتحسين المزاج العام، بالإضافة إلى دورها الأساسي في تعزيز الحرق. وتتكامل الحركة مع النظام الغذائي الذكي الذي يعتمد على الأطعمة المشبعة، مثل البروتينات، الخضروات الغنية بالألياف، وأنواع الحساء الصحي، مما يقلل الحاجة لتناول وجبات خفيفة غير ضرورية.

كما نبه القيعي إلى ضرورة عدم تجاهل شرب السوائل، مشيراً إلى أن غياب الشعور بالعطش في الشتاء قد يؤدي للجفاف الذي يعيق عملية حرق الدهون، ناصحاً بالاعتماد على الماء الدافئ والمشروبات العشبية الخالية من السكر لتعويض هذا النقص. ولم يغفل دور الراحة، حيث شدد على أهمية النوم المنتظم والكافي لضبط الهرمونات المسؤولة عن الجوع والشبع، لافتاً إلى أن السهر وقلة النوم يدفعان الجسم لطلب الأطعمة عالية السعرات. واختتم حديثه بالتأكيد على أن المعادلة ليست في الحرمان، بل في الوعي والتنظيم، مما يجعل من فصل الشتاء فرصة حقيقية لتعزيز الصحة العامة.