يشتهر الكرفس عادةً بكونه رفيقاً مثالياً للراغبين في التخلص من الوزن الزائد، لكن دوره لا يتوقف عند حدود الرشاقة، بل يمتد ليشكل درعاً وقائياً ضد أمراض خطيرة، وفي مقدمتها السرطان. يكمن السر في احتوائه على ترسانة من مضادات الأكسدة والمركبات المكافحة للالتهابات التي تتصدى للجذور الحرة، وهي تلك الجزيئات غير المستقرة التي قد تدمر الخلايا السليمة. وقد أظهرت الأبحاث المخبرية أن مادة “الأبيجينين” الموجودة فيه تلعب دوراً كيميائياً وقائياً قد يساهم في تأخير نمو الأورام أو منع عودتها، في حين يعمل مركب “اللوتولين” على عرقلة مسارات الإشارات الخلوية التي تعتمد عليها الأورام للتطور، ورغم أن النتائج واعدة، إلا أن المجتمع العلمي لا يزال بانتظار المزيد من التجارب البشرية لتأكيد هذه الفعالية بشكل قاطع.
وعلى صعيد اللياقة البدنية، يظل الكرفس خياراً استراتيجياً ضمن أي نظام غذائي متوازن؛ فهو يتكون بنسبة كبيرة من الماء، مما يجعله فقيراً جداً بالسعرات الحرارية، حيث لا يتجاوز الساق الكبير بضع سعرات، وهذا ما يجعله وجبة خفيفة مثالية تمنح الشعور بالشبع وتساهم في ترطيب الجسم في آن واحد. ولتحقيق أقصى استفادة مع الاستمتاع بالطعم، يمكن تناول الكرفس مقرمشاً مع تغميسات مغذية مثل الحمص أو صوص التزاتزيكي، أو استخدامه لإضفاء نكهة مميزة وقوام غني على أطباق الحساء والسلطات واليخنات المختلفة.
أما فيما يخص صحة الدماغ، فإن لهذا النبات تأثيراً إيجابياً لافتاً على الجهاز العصبي؛ حيث تلعب مركبات الفلافونويد دوراً محورياً في دعم نمو المسارات العصبية وحمايتها. كما تساهم هذه العناصر في تحسين الدورة الدموية وتجديد الأنسجة العصبية، مما يساعد في تقليل مخاطر التلف العصبي الذي قد يؤدي بمرور الوقت إلى التدهور المعرفي، ليكون بذلك غذاءً داعماً للصحة العقلية والجسدية معاً.
التعليقات