تحظى البازلاء الخضراء بمكانة خاصة على الموائد، لا سيما خلال الأجواء الشتوية الباردة، حيث يفضلها الكثيرون لمذاقها الشهي، إلا أن قيمتها الحقيقية تتجاوز مجرد كونها وجبة لذيذة لتصبح مصدراً غنياً بالفوائد الصحية المتنوعة. فهي تلعب دوراً حيوياً في تحسين وظائف الجهاز الهضمي، نظراً لاحتوائها على نسب عالية من الألياف الغذائية التي تعمل كوقود للبكتيريا النافعة في الأمعاء؛ وهذا بدوره يعزز صحة القولون ويسهل حركة الأمعاء الطبيعية، مما يقي الإنسان من مشاكل الإمساك ويحسن عملية الهضم بشكل عام.

وفي سياق متصل، تُعد البازلاء خياراً مثالياً لمن يسعون للحفاظ على رشاقتهم أو إنقاص أوزانهم، فهي تجمع بين ميزتين هامتني: انخفاض سعراتها الحرارية، وقدرتها الفائقة على منح شعور طويل بالشبع. يعود ذلك إلى التوليفة المميزة من البروتينات والألياف التي تبطئ عملية الهضم، مما يقلل من الرغبة المستمرة في تناول الطعام. وإلى جانب ذلك، تقدم البازلاء دعماً قوياً لصحة القلب والأوعية الدموية بفضل محتواها من المعادن الضرورية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، وقد لوحظ أن الأشخاص الذين يحرصون على إدراج البقوليات ضمن نظامهم الغذائي الأسبوعي يتمتعون بحماية أكبر ضد أمراض الشرايين التاجية مقارنة بغيرهم.

ولا تقتصر المزايا عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل تنظيم مستويات السكر في الدم، حيث تتميز البازلاء بمؤشر جلايسيمي منخفض، مما يعني أنها لا تسبب قفزات مفاجئة في معدلات الجلوكوز بعد تناولها. وتعمل الألياف والبروتينات جنباً إلى جنب لضمان امتصاص السكر ببطء وتوازن، مما يجعلها غذاءً صديقاً لمرضى السكري، فضلاً عن دور المغنيسيوم المتوافر فيها الذي قد يساهم في الوقاية من الإصابة بالنوع الثاني من هذا المرض.