في رؤية تحليلية للأوضاع الأمنية، نبه الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، إلى ضرورة التعامل بحذر شديد مع جماعة الإخوان، مؤكداً أن تصنيفها يتجاوز كونها مجرد تنظيم تقليدي. وأوضح عبر تدوينة على حسابه في منصة “إكس” أن مكمن الخطر الحقيقي يتجلى في قدرة هذه الجماعة على التغلغل في مفاصل الدول ومؤسساتها الرسمية، بالتوازي مع الضبابية التي تحيط بحركة أموالها، سواء من حيث المصادر أو مصارف الإنفاق، مما يعد مؤشراً قوياً على وجود ارتباطات عضوية وعميقة مع أجهزة استخبارات أجنبية تضمر العداء للمنطقة.

ولفت خلفان الانتباه إلى الدور الوظيفي الذي لعبه التنظيم عبر التاريخ، حيث استُخدم كبيدق في صراعات القوى الكبرى وكأداة طيعة في يد أجهزة مخابراتية دولية، مشيراً إلى أن عمالة هذا التنظيم أصبحت حقيقة لا تقبل الشك لمن يقرأ المشهد بوضوح. واعتبر أن مشروع الجماعة لم ينشأ عبثاً، بل هُندس ليكون معولاً لزرع الفوضى وعدم الاستقرار في العالم العربي، حيث اعتمد منذ نشأته على تمويل خارجي تدفق تحت ستار التبرعات، ثم عمدت الجماعة لاحقاً إلى استغلال العاطفة الدينية لجمع أموال الزكاة والصدقات وتجييرها لخدمة أطماعها التوسعية ومصالحها الخاصة، لتتحول بمرور الوقت إلى شبكة دولية معقدة، منوهاً بأن اختيار الشخصيات المؤسسة وموقع الانطلاق تم بدقة وعناية فائقة.

وفي ختام تشخيصه لطبيعة هذا التنظيم، أكد خلفان أن البنية الهيكلية والمسميات الداخلية للمكونات التنظيمية وُضعت بلمسات واضحة لخبراء استخبارات أجانب، مشدداً على أن تفكيك هذا الكيان المتشعب يتطلب مواجهة صارمة وضربات موجعة، يأتي في مقدمتها وأهمها تجميد الأرصدة وقطع الشريان المالي الذي يضمن بقاءه.