ضجت الأوساط الرقمية مؤخراً بمشهد عفوي خطف قلوب المتابعين، حيث ظهر أب يلقن فلذة كبده درساً في الإنسانية قبل أن يكون نصيحة مهنية، وذلك بمناسبة عملها في القطاع المصرفي. لم يركز الوالد في حديثه على دقة الأرقام أو المعاملات المالية، بل صب اهتمامه كله على ضرورة الرفق بأصحاب الحوائج البسيطة، مؤكداً لها أن جبر خواطر هؤلاء البسطاء هو مفتاح للتوفيق وسعة الرزق بفضل دعواتهم الصادقة، وهو ما قابلته الابنة بالتأكيد على سعيها الدائم لخدمة كافة المراجعين بكل طاقتها.

ولم يكتفِ الأب بالنصح العام، بل أشار بوضوح إلى واقع اجتماعي ملموس، موضحاً أن أصحاب النفوذ والأرصدة الضخمة عادة ما يجدون من يوقرهم ويسارع لخدمتهم، في حين قد يتعرض ذوو الدخل المحدود وأصحاب الودائع الصغيرة للتجاهل أو التقصير. ومن هذا المنطلق، استنهض الأب في ابنته نبل أخلاقها وحسن منبتها، موصياً إياها بأن تكون هي السند لهذه الفئة المستضعفة، وأن تمنحهم من الرعاية والاهتمام ما يستحقونه كبشر، بغض النظر عن قيمة ما يملكون.

هذا الموقف الأبوي النبيل لم يمر مرور الكرام، بل تحول إلى مادة للتأمل والإشادة الواسعة بين الجمهور، الذين رأوا في كلماته نموذجاً مثالياً للتربية الصالحة؛ تلك التي لا تقتصر على تأمين المستقبل المهني للأبناء فحسب، بل تمتد لتزرع بذور الرحمة والشعور بالمسؤولية الأخلاقية تجاه المجتمع، وخاصة تجاه الفئات الأكثر احتياجاً للتقدير والاحترام.