في أجواء تمزج بين أصالة الماضي وروح المنافسة، احتضن مركز التنمية الشبابية بأطفيح انطلاقة بادرة هي الأولى من نوعها على الأراضي المصرية، متمثلة في النسخة الافتتاحية لدوري الألعاب الشعبية والتراثية والبيئية. ويشهد هذا الحدث الاستثنائي، الذي ينظمه الاتحاد المصري للفعاليات الرياضية، مشاركة واسعة النطاق تضم قرابة ألفي متنافس من كلا الجنسين ومختلف الفئات العمرية، يتسابقون للفوز بجوائز مالية مرصودة للبطولة تبلغ قيمتها خمسين ألف جنيه.

ويحظى هذا العرس الرياضي برعاية رسمية رفيعة المستوى من قيادات وزارة الشباب والرياضة ومحافظة الجيزة، تأكيدًا على رؤية استراتيجية تهدف إلى صون التراث الشعبي وترسيخ ركائز الهوية الوطنية، فضلًا عن توسيع رقعة الممارسين للرياضة بمفهومها المجتمعي الشامل. وقد أعطيت إشارة البدء بحضور نخبة من القيادات الرياضية والتنفيذية، يتقدمهم القائمون على الاتحاد ووكيل الوزارة بالجيزة، وسط تواجد لافت لكوكبة من الإعلاميين والصحفيين الذين حرصوا على تغطية هذا الحدث الذي يعيد إحياء الموروث الثقافي.

استهلت المراسم بعزف السلام الوطني، تلاه كلمات افتتاحية شددت على أن هذه الألعاب ليست مجرد ترفيه، بل هي جزء لا يتجزأ من التكوين الثقافي للشخصية المصرية ووسيلة تربوية لتعزيز الانتماء لدى الأجيال الصاعدة. وفي هذا السياق، أوضح القائمون على التنظيم أن الدوري يمثل نموذجًا يدمج الرياضة بالثقافة، معلنين عن خطط مستقبلية طموحة لنقل هذه التجربة وتعميمها لتغطي كافة محافظات الجمهورية، باعتبارها أداة لبناء الإنسان المصري.

ومن المقرر أن تتواصل فعاليات المنافسات على مدار أربعة أيام متصلة، لتسدل الستار على أحداثها في الحفل الختامي المنتظر يوم الأربعاء القادم، حيث سيتم تكريم الأبطال الفائزين. وتتنوع المنافسات لتشمل باقة من عشر ألعاب تضرب بجذورها في الذاكرة المصرية، مثل التحطيب والسيجا وكرة الشراب وشد الحبل، إلى جانب ألعاب “السبع طوبات” والكراسي الموسيقية، مما خلق حالة من التفاعل الجماهيري الكبير، لا سيما مع المشاركة المتميزة والملهمة لأبطالنا من ذوي الهمم، مما أضفى طابعًا إنسانيًا وحضاريًا على البطولة التي تهدف لتحويل مراكز الشباب إلى منارات تنموية شاملة.