لم يكن تحول مسار فريق بيراميدز نحو حصد الألقاب وليد الصدفة، بل جاء نتاج وقفة جادة ومصارحة شاملة جمعت اللاعبين بالإدارة والجهاز الفني مطلع الموسم الماضي. كشف محمود عبد العاطي “دونجا” أن تلك الجلسة كانت بمثابة نقطة الفاصلة، حيث تم خلالها تشخيص الأسباب التي أدت لضياع البطولات في اللحظات الحاسمة سابقاً، والتعاهد على تغيير العقلية من مجرد المنافسة الشرفية إلى الإصرار على الصعود لمنصات التتويج، مؤكداً أن تكديس النجوم وحده لا يصنع المجد في عالم كرة القدم، بل العبرة تكمن في العمل الشاق والإيمان بالقدرات، وهو ما عوض غياب الظهير الجماهيري الذي كان يمثل عائقاً نفسياً في الماضي، قبل أن يبدأ الفريق في اكتساب أرضية جماهيرية تدريجياً تمنحهم دافعاً إضافياً.
ويرى لاعب الوسط أن كلمة السر الحقيقية وراء هذه النجاحات تكمن في استقرار “غرفة الملابس” وفرض نظام صارم يطبق على الجميع بلا استثناء، حيث تلاشت المشاكل الداخلية بفضل تعاون اللاعبين الكبار مع المدير الفني لفرض الانضباط وتغليب مصلحة المجموعة على الأفراد. هذا المناخ الصحي، الذي يدعم فيه البديل زميله الأساسي، هو ما صنع الفارق وحول الفريق إلى منظومة انتصارات، خاصة مع وجود مدير فني مثل الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش، الذي وصفه “دونجا” بأنه أضاف روح البطولة والشغف للفريق، بفضل ذكائه في التعامل النفسي مع اللاعبين وحماسه الدائم الذي ينتقل إليهم في التدريبات والمباريات.
وعلى الصعيد القاري، أوضح أن الفريق يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الحلم الأفريقي، معتمداً سياسة التركيز في كل مباراة على حدة لتجنب تكرار أخطاء الماضي، مشدداً على أن العلاقة مع لاعبي المنافسين، وعلى رأسهم الأهلي، تتسم بالود والصداقة خارج الخطوط رغم شراسة المنافسة داخل الملعب. وفيما يخص خسارة نهائي كأس مصر أمام الزمالك، رفض فكرة وجود “عقدة” أو سوء طالع، مرجعاً الأمر إلى تراجع الحالة الذهنية والحماس لدى اللاعبين في ذلك اليوم مقارنة بخصم كبير يمتلك قاعدة جماهيرية قادرة على قلب الموازين، مؤكداً أن المباريات الكبرى تحسمها التفاصيل والجاهزية التامة.
وفي سياق آخر، أبدى “دونجا” ألماً شديداً لما آل إليه حال ناديه السابق الإسماعيلي، واصفاً إياه بالأسد الذي فقد أنيابه، حيث يرى أن استعادة عافية الكرة المصرية مرهون بعودة “الدراويش” لسابق عهدهم. وانتقد بشدة السياسات الإدارية المتعاقبة التي استنزفت النادي لمصالح شخصية، مناشداً الدولة ورجال الأعمال ضرورة التدخل لإنقاذ هذه القلعة العريقة، مستشهداً بتجربة النادي المصري البورسعيدي كنموذج للإدارة الناجحة. كما تطرق إلى أزمة التطوير في الكرة المصرية، مشيداً بمدربين مجتهدين مثل علي ماهر الذي يعتبره الأفضل حالياً، بينما انتقد منظومة مدربي الناشئين في مصر، داعياً للاقتداء بالتجربة المغربية التي تعتمد على الكفاءات العلمية لصناعة الأجيال. واختتم حديثه بالإشادة بالمستويات الفردية لزملائه، واصفاً محمد الشيبي بالأفضل في مصر، ومؤكداً على القيمة الفنية الكبيرة التي يضيفها فيستون ماييلي وإبراهيم عادل للفريق.
التعليقات