تحل اليوم ذكرى رحيل أحد أبرز أساطير كرة القدم المصرية، الكابتن سيد التابعي، الذي خلدته الجماهير بلقب “الضظوي”، والذي غادر عالمنا في الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1991. لقد كان هذا النجم الفذ ظاهرة كروية فريدة جمعت بين الموهبة الفطرية والحس التهديفي العالي، حيث صال وجال في الملاعب مدافعاً عن ألوان النادي المصري البورسعيدي والنادي الأهلي، ليصبح أيقونة لا تُنسى في تاريخ الساحرة المستديرة.

ويحتل الضظوي مكانة ريادية في سجلات الكرة المصرية بوصفه المؤسس الحقيقي لـ “نادي المائة”، إذ كان أول لاعب يتمكن من تسجيل مائة هدف في مسابقة الدوري العام. وما يزيد من قيمة إنجازه أنه استطاع حصد لقب الهداف لعدة مواسم وهو يلعب خارج صفوف القطبين الكبيرين، ليظل الهداف التاريخي للنادي المصري برصيد 89 هدفاً. وعند انتقاله إلى القلعة الحمراء في منتصف الخمسينيات، وتحديداً في موسم 1956-1957، واصل رحلة التألق وساهم في تتويج الأهلي بلقب الدوري لخمسة مواسم متتالية، كما انتزع لقب الهداف للمرة الرابعة في تاريخه بموسم 1958-1959.

وقد بلغت الحصيلة التهديفية الإجمالية لهذا القناص التاريخي نحو 127 هدفاً في الدوري، إلى جانب مسيرة دولية مشرفة خاض خلالها 45 مباراة بقميص المنتخب الوطني، سجل فيها قرابة 39 هدفاً، مؤكداً جدارته كواحد من أفضل المهاجمين الذين أنجبتهم الملاعب المصرية. وبرحيله عن عمر ناهز الخامسة والستين، طويت صفحة مشرقة من صفحات المجد الرياضي، تاركاً إرثاً ذهبياً تتناقله الأجيال.