يقدم خبراء التغذية منظوراً علمياً متطوراً للتخلص من الوزن الزائد خلال فترة زمنية تمتد لشهرين، معتمدين في ذلك على استراتيجية دقيقة تهدف إلى تقنين الطاقة المستهلكة يومياً بأسلوب ذكي يضمن تلبية احتياجات الجسم الأساسية دون الإخلال بتوازنه الحيوي، مما يمهد الطريق لخسارة الوزن بصورة آمنة ومستدامة بعيداً عن الحلول السريعة المؤقتة.
وتقوم فلسفة هذا النظام الغذائي على مبدأ خلق عجز مدروس في السعرات الحرارية، الأمر الذي يحفز الجسم تلقائياً على استهلاك مخزونه المتراكم من الدهون لتحويله إلى طاقة، غير أن هذا العجز يجب أن يقترن باختيارات غذائية نوعية تشمل البروتينات، والكربوهيدرات المعقدة، والدهون الصحية، والألياف؛ وذلك لضمان عدم تأثر الوظائف الفسيولوجية للجسم سلباً، وللحفاظ على الصحة العامة أثناء رحلة الرشاقة.
وفيما يخص الحصة اليومية الموصى بها، فإن المعدل المثالي يتأرجح عادة بين 1500 و1800 وحدة حرارية، وهي كمية قابلة للتعديل وتختلف باختلاف الجنس ومستوى النشاط الحركي لكل فرد، مع تحذير شديد من الانجراف وراء الحميات القاسية التي تهبط بالسعرات إلى مستويات متدنية جداً، لما قد تسببه من نقص حاد في العناصر الغذائية الضرورية، لذا يُفضل دائماً تكييف الخطة لتلائم البيانات الشخصية من وزن وطول وعمر لضمان الفاعلية.
ولتحويل هذه القواعد النظرية إلى ممارسات يومية، يمكن تنظيم الوجبات بأسلوب مشبع وصحي؛ حيث يُنصح باستهلال اليوم بإفطار غني بالألياف والبروتين، كطبق من البيض مع الخضروات أو الشوفان الممزوج بفاكهة الموسم، وللحفاظ على استقرار سكر الدم وكبح الجوع، يمكن تناول وجبة خفيفة صباحية عبارة عن ثمرة فاكهة أو قليل من المكسرات، وصولاً إلى وجبة الغداء التي يجب أن تكون متكاملة تحتوي على بروتين مشوي ونشويات معقدة كالأرز البني أو الكينوا بجانب طبق سلطة بزيت الزيتون.
ويستمر النمط الغذائي المتوازن بقية اليوم، حيث يمكن تناول وجبة خفيفة مسائية كالزبادي أو الخضروات المقطعة، ليُختتم البرنامج بعشاء خفيف يعتمد على الحساء أو الخضروات المطهوة مع مصدر بروتيني بسيط، مع إمكانية تعديل هذه الخيارات وفقاً للمتاح وما يفضله الشخص، شريطة الالتزام بالنطاق الحراري المحدد.
ولضمان تحقيق أقصى استفادة من هذا البرنامج، لا بد من دمج العادات الصحية المساندة، وعلى رأسها شرب كميات وفيرة من الماء لضبط الشهية، والتركيز على الأطعمة الليفية لتحسين الهضم، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة التي تجمع بين التمارين الهوائية وتمارين المقاومة لرفع معدل الحرق والحفاظ على الكتلة العضلية.
في النهاية، يُتوقع عند الالتزام التام بهذه المنهجية خسارة ما بين 4 إلى 8 كيلوجرامات خلال مدة الشهرين، والأهم من الرقم على الميزان هو اكتساب عادات حياتية دائمة، مثل تحسين جودة النوم والابتعاد عن الأطعمة المصنعة، مما يضمن الحفاظ على النتائج المكتسبة وعدم عودة الوزن المفقود مستقبلاً.
التعليقات