شهدت المنصات الرقمية مؤخرًا حالة من الزخم غير المعتاد تمحورت حول الفنانة ريهام عبد الغفور، إلا أن هذا الاهتمام الكثيف لم يكن نابعًا من إطلاق عمل درامي جديد، بل جاء نتيجة موجة من الجدل الصاخب. بدأت القصة بتعليقات قاسية طالت مظهرها ومرحلتها العمرية عقب انتشار مقطع مصور لها، مما حول النقاش من مجرد حديث فني إلى قضية مجتمعية حساسة تتعلق بسلوكيات التنمر الإلكتروني وضريبة الشهرة.

لم تقف الفنانة مكتوفة الأيدي أمام هذه الانتقادات الجارحة، بل اختارت المواجهة بقلب مفتوح، حيث خرجت عن صمتها لتضع النقاط على الحروف. وجاء ردها مفعمًا بالمشاعر الإنسانية، إذ لم تتحدث عن ألمها الشخصي فحسب، بل سلطت الضوء على الوجع الذي يطال أسرتها وأبناءها جراء هذه الكلمات، وهو ما أحدث تحولًا كبيرًا في مسار الرأي العام الذي سارع لإعلان تضامنه معها ورفضه لهذه الممارسات، مدعومًا بمساندة قوية من زملائها في الوسط الفني.

وقد أفرز هذا الموقف انقسامًا في وجهات النظر، فبينما تمسكت قلة بكون الفنان شخصية عامة معرضة للنقد الدائم، انتفضت الغالبية العظمى للدفاع عن حق الفنانات في الاحترام، مشيدين بجرأة ريهام في التعبير عن مشاعرها بصدق. هذا التفاعل الواسع ساهم في تداول ردودها بكثافة، مما جعل اسمها يتصدر المشهد، ليعيد الجمهور بعد ذلك توجيه بوصلة اهتمامه نحو تفاصيل أخرى تتعلق بأسلوبها واختياراتها الجمالية، حيث بدأ المتابعون في استرجاع أرشيف صورها والمقارنة بين إطلالاتها المختلفة.

من المعروف عن ريهام ميلها الدائم نحو البساطة والهدوء، مبتعدة عن التكلف أو مسايرة الصيحات الصاخبة، وهو نمط يراه البعض قمة في الرقي والنضج، بينما يعتبره آخرون غير مواكب لبريق النجومية المعتاد، خاصة في ظهورها الأخير الذي اعتمدت فيه أزياء ناعمة ولمسات تجميلية خفيفة. وفي الواقع، يتجاوز هذا النقاش حدود الأزياء ليلامس قضية أعمق تتعلق بالمعايير الصارمة التي يفرضها المجتمع والوسط الفني على المرأة فيما يخص الجمال والتقدم في العمر. وتعد ريهام نموذجًا للمصالحة مع الذات، حيث تحافظ على ملامحها الطبيعية دون اللجوء لتغييرات جذرية، مما جعل حضورها يتسم بالمصداقية والقرب من الناس، مرسخة مكانتها كصوت مؤثر يتفاعل بعفوية وصدق مع قضايا جيله.