يسعى العديد من الأزواج بشغف نحو تحقيق حلم الأمومة والأبوة المزدوجة، رغبةً منهم في بناء أسرة كبيرة في وقت واحد واختبار مشاعر فريدة. وفي هذا السياق، توضح الدكتورة هند سلمى، المتخصصة في طب النساء والتوليد، الفوارق بين الحقائق العلمية والتصورات الشائعة حول إمكانية تعزيز فرص الحمل بتوأم بالطرق الطبيعية بعيدًا عن التدخلات الطبية المعقدة. ولفهم الأمر بشكل دقيق، يجب التمييز بين نوعين من الحمل؛ الأول هو التوأم المتطابق الناتج عن انقسام بويضة واحدة مخصبة، وهو حدث بيولوجي محض يعتمد على الصدفة ولا يمكن التخطيط له، أما الثاني فهو التوأم غير المتطابق الذي ينتج عن نجاح المبيض في إطلاق بويضتين وتخصيبهما بحيوانين منويين مختلفين، وهو النوع الذي تتركز حوله النقاشات بشأن إمكانية زيادة احتمالات حدوثه طبيعيًا.
تلعب الطبيعة الجسدية للمرأة وتاريخها العائلي دورًا محوريًا في هذه العملية؛ فوجود سوابق لإنجاب التوائم في عائلة الأم تحديدًا يرفع من نسبة الاستعداد الوراثي لتكرار الأمر نتيجة نشاط المبايض الزائد. ومن المثير للاهتمام أن التقدم في العمر، وتحديدًا بعد تجاوز سن الثلاثين وصولًا للأربعين، قد يكون عاملًا مساعدًا؛ حيث تفرز أجساد النساء في هذه المرحلة مستويات أعلى من الهرمونات المحفزة للتبويض، مما يزيد من احتمالية إطلاق أكثر من بويضة. بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الملاحظات الطبية إلى أن النساء اللواتي خضن تجارب حمل متعددة سابقًا، أو اللواتي يتمتعن بقامة طويلة وبنية جسدية ممتلئة قليلًا دون سمنة مفرطة، قد تكون لديهن مؤشرات بيولوجية تعزز فرصهن مقارنة بغيرهن.
وعلى صعيد التغذية ونمط الحياة، ورغم عدم وجود نظام غذائي يضمن النتيجة بشكل قاطع، إلا أن بعض الأبحاث ربطت بين استهلاك منتجات الألبان كاملة الدسم وزيادة احتمالات التوأم، نظرًا لتأثيرها المحتمل على هرمونات النمو، إلى جانب أهمية حمض الفوليك الذي يُنصح به طبيًا لسلامة الأجنة وقد يلعب دورًا ثانويًا في هذا السياق. كما تداولت بعض الثقافات فوائد البطاطا واليام في تحفيز التبويض رغم قلة الأدلة العلمية الحاسمة، وهناك إشارات إلى أن حدوث الحمل خلال فترة الرضاعة الطبيعية قد يرفع النسبة قليلًا بسبب الاضطرابات الهرمونية الطبيعية في تلك الفترة.
وفي الختام، يجب التأكيد على أن توقيت العلاقة الزوجية يؤثر على حدوث الحمل بشكل عام ولا علاقة له بنوع الجنين أو عدده، حيث يبقى الأمر مرهونًا باستجابة الجسم الداخلية. كما ينبغي الحذر الشديد من الانسياق وراء الشائعات والوصفات الشعبية أو تناول أعشاب ومنشطات غير طبية، إذ قد تؤدي إلى نتائج عكسية مثل تكيس المبايض أو مشكلات هرمونية، لذا تظل استشارة الطبيب المتخصص هي الخطوة الأسلم لتقييم الحالة ووضع خطة صحية آمنة تحقق رغبة الوالدين دون المساس بصحة الأم.
التعليقات