يكتسب الزيت المستخرج من بذور الكتان مكانة متميزة في عالم التغذية العلاجية، نظراً لما يزخر به من خصائص وقائية تجعل منه حليفاً قوياً لصحة الجسم، لا سيما في تعزيز وظائف القلب والشرايين وحمايتها من الأمراض المزمنة.

وتعود فاعلية هذا الزيت بشكل أساسي إلى غناه بالأحماض الدهنية المعروفة باسم “أوميغا 3″، التي تلعب دوراً جوهرياً في مكافحة العمليات الالتهابية داخل الجسم؛ حيث أشارت التحليلات العلمية التي أجريت على مجموعة من الدراسات إلى قدرة مركبات الكتان على خفض المؤشرات الحيوية للالتهاب، مثل “البروتين التفاعلي C” وتحديداً لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن. كما رصدت أبحاث أخرى انخفاضاً ملحوظاً في مركبات كيميائية دقيقة مثل “الإنترلوكين-6″ و”المالونديالدهيد” عند استخدام الزيت، مما يُعد دليلاً فسيولوجياً على تراجع حدة الالتهاب والتورم الداخلي.

وفيما يخص صحة القلب والأوعية الدموية، تشدد المنظمات الصحية على أهمية إدراج الدهون المتعددة غير المشبعة ضمن النظام الغذائي اليومي؛ لما لها من دور وقائي مثبت. ويعمل زيت بذور الكتان كمصدر غني لحمض “ألفا-لينولينيك”، الذي يمتلك الجسم القدرة على تحويله إلى أحماض دهنية أساسية أخرى (EPA وDHA)، وهي عناصر لا غنى عنها لضمان عمل القلب بكفاءة. وقد أثبتت التجارب أن المواظبة على تناول مكملات هذا الزيت ترفع مستويات هذه الأحماض النافعة في الدم، مما يسهم بصورة مباشرة في تقليل احتمالية الإصابة بالأزمات القلبية.

لا تتوقف المنافع عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل الجهاز الهضمي، إذ يتميز الزيت بخصائص ملينة طبيعية تسهم في تحسين حركة الأمعاء. وقد أظهرت المتابعات السريرية أن الانتظام في استهلاكه لفترة زمنية محددة يساعد في التغلب على الإمساك وتحسين طبيعة الإخراج، وهو تأثير إيجابي تم رصده بوضوح حتى لدى مرضى الفشل الكلوي الذين يخضعون لعمليات الغسيل الدموي ويعانون من اضطرابات هضمية. علاوة على ذلك، لوحظ أن استخدام بذور الكتان ضمن برامج غذائية مركبة لمرضى التهاب القولون التقرحي قد يساعد في تخفيف شدة الأعراض، وتقليل مؤشرات الالتهاب، وضبط ضغط الدم ومحيط الخصر، ورغم هذه النتائج المشجعة، لا يزال المجتمع العلمي يوصي بإجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الفوائد بشكل قاطع.