يُعد زيت الريحان أحد الكنوز الطبيعية التي تزخر بخصائص علاجية مذهلة، حيث يلعب دوراً محورياً في تعزيز صحة الجسم والتصدي للعديد من الاعتلالات الصحية، لا سيما تلك المرتبطة بالأمراض الموسمية. وتُشير التقارير المتخصصة إلى فعالية هذا الزيت العطري في مواجهة نزلات البرد والإنفلونزا، نظراً لما يتمتع به من قدرات مضادة للفيروسات، مما يجعله خياراً مثالياً ليس فقط لتخفيف الأعراض المزعجة، بل ولمحاربة المسببات الفيروسية الأساسية للمرض، وهو ما يجعله علاجاً طبيعياً فعالاً قد يغفل عنه الكثيرون.

للاستفادة القصوى من خصائص زيت الريحان في تخفيف حدة الاحتقان ومشاكل الجهاز التنفسي، يُنصح باستنشاق أبخرته التي تعمل كمضاد للتشنج، أو تناوله عبر إضافة قطرات منه إلى الشاي الدافئ. وفي حالات المرض، يمكن تعقيم جو المنزل بنشر رذاذ الزيت في الغرف، أو اللجوء إلى حمامات البخار الممزوجة بقطرات منه. كما يُمكن تحضير دهان منزلي فعال لتدليك الصدر وتوسيع الشعب الهوائية من خلال مزج زيت الريحان مع زيت الأوكالبتوس، مما يوفر راحة فورية ويساعد على التنفس بعمق.

لا تقتصر فوائد هذا الزيت على الجانب العلاجي الجسدي فحسب، بل تمتد لتشمل تطهير البيئة المحيطة؛ إذ يمتلك قدرة فائقة على محاربة البكتيريا والفطريات التي تتسبب في انبعاث الروائح الكريهة داخل المنازل والسيارات وحتى في الأثاث. ولعل جذر التسمية اليونانية للريحان الذي يرتبط بحاسة الشم يفسر قوته العطرية، حيث استُخدم تقليدياً في الثقافات القديمة، كالهند، لأغراض التنظيف والطهي معاً. ويمكن استغلال هذه الخاصية بوضع قطرات منه داخل الأجهزة المنزلية، أو خلطه مع بيكربونات الصوديوم لتنظيف الأواني وإزالة البقع المستعصية، فضلاً عن إمكانية رشه في دورات المياه وصناديق القمامة لضمان تعقيم شامل ورائحة زكية.

وفي عالم الطهي، يُعتبر زيت الريحان بديلاً مكثفاً وعملياً لأوراق الريحان الطازجة، حيث يضفي نكهة عطرية غنية ومميزة على مختلف الأطباق. يكفي استخدام قطرة أو اثنتين فقط لإحداث فرق كبير في طعم العصائر، والمشروبات المخفوقة، والصلصات المتنوعة، وتتبيلات السلطة. وبهذه الطريقة البسيطة، لا يكتسب الطعام مذاقاً شهياً فحسب، بل تتعزز سلامته أيضاً بفضل الخصائص المعقمة للزيت التي تقلل من احتمالية تلوث الأطعمة، مما يجعل المطبخ يفوح بعبق الطبيعة المنعش.