يُعتبر زيت الزعتر بمثابة كنز طبيعي يزخر بالعناصر الحيوية الضرورية لصحة الجسم، فهو مستودع غني بمعادن هامة كالحديد والسيلينيوم والكالسيوم، بالإضافة إلى احتوائه على طيف واسع من الفيتامينات مثل مجموعة فيتامينات “ب” وحمض الفوليك وفيتاميني “ك” و”سي”، مما يجعله داعماً قوياً للوظائف الفسيولوجية المختلفة. وتبرز أهميته بشكل لافت في تعزيز صحة العيون وحمايتها؛ فبفضل وفرة فيتامين “أ” ومضادات الأكسدة فيه، يساهم في تقوية النظر والوقاية من أمراض العيون المرتبطة بالتقدم في العمر مثل الماء الأزرق وإعتام عدسة العين، كما تعمل مركباته الفينولية كدرع واقٍ للأغشية المخاطية والعصب البصري، فضلاً عن دوره في تخفيف حدة جفاف العين عند استخدامه بطرق صحيحة.

وفي سياق العناية بصحة القلب والأوعية الدموية، يلعب الزعتر دوراً محورياً بفضل محتواه العالي من البوتاسيوم، الذي يعد ركيزة أساسية لتوازن سوائل الجسم؛ إذ يسهم في ضبط معدلات ضغط الدم وتنظيم ضربات القلب. كما أن خصائصه المقاومة للالتهابات والأكسدة توفر حماية لعضلة القلب، وتساعد في تحسين عمل الصمامات وإرخاء الشرايين، مما يعزز من كفاءة الدورة الدموية بشكل عام. ولا يتوقف دوره عند هذا الحد، بل يمتد ليكون حليفاً قوياً للجهاز التنفسي؛ فقدراته المطهرة والمضادة للميكروبات تجعل منه علاجاً فعالاً لمتاعب الشتاء، حيث يساعد مركب “الكارفاكرول” الموجود فيه على تهدئة السعال وتخفيف التهابات الحلق والشعب الهوائية، بينما يعمل تناوله بانتظام على تحفيز الجهاز المناعي وتقوية دفاعات الجسم الطبيعية.

وعلى صعيد الصحة النفسية والهيكلية، يُظهر الزعتر تأثيراً إيجابياً ملموساً؛ فزيته العطري لا يقتصر سحره على الرائحة الزكية فحسب، بل يمتد لتحسين الحالة المزاجية عبر تحفيز هرموني السعادة “السيروتونين” و”الدوبامين”، مما يمنح شعوراً بالراحة والاسترخاء. وبالتوازي مع ذلك، تساهم المعادن المتوفرة فيه كالمنغنيز والكالسيوم في تعزيز كثافة العظام ودعم نموها، مما يقلل من احتمالية التعرض للكسور، خاصة لدى كبار السن.

وأخيراً، تنعكس فوائد هذه النبتة العطرية على الجمال الخارجي؛ فهي تقدم حلولاً طبيعية لمشاكل الشعر والبشرة. إذ يعمل الزيت على تنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يغذي البصيلات ويحد من التساقط والقشرة، مانحاً الشعر قوة وكثافة. أما بالنسبة للبشرة، فإن خصائصه القاتلة للبكتيريا تجعل منه سلاحاً فعالاً ضد حب الشباب والشوائب، وعند استخدامه مخففاً كقابض للمسام، فإنه يساعد في شد الجلد وإضفاء مظهر مشرق وأكثر شباباً.