في مشهد يجسد أسمى معاني الوفاء والترابط الأسري داخل المجتمع الرياضي، حرصت بعثة موسعة من نادي الزهور على السفر إلى مدينة بورسعيد لزيارة المثوى الأخير للسباح الناشئ يوسف محمد عبد الملك. وقد ضم الفوج زملاءه في الفريق وعدداً من الإداريين والمدربين ومسؤولي النشاط الرياضي الذين اجتمعوا أمام قبره لقراءة الفاتحة والدعاء له، مؤكدين بهذه اللفتة الإنسانية أن ذكرى الراحل ستظل حية في وجدان النادي، وأنه سيظل رمزاً للأخلاق الرفيعة ونموذجاً يُحتذى به، حيث جاءت هذه المبادرة لترسيخ رسالة مفادها أن النادي لا ينسى أبناءه وأن سيرتهم العطرة ستظل دافعاً لبذل المزيد من الجهد.
وتعود تفاصيل الفاجعة التي ألمت بالوسط الرياضي إلى مساء الثاني من ديسمبر، حينما فارق الناشئ الحياة عقب نقله إلى أحد المستشفيات القريبة من استاد القاهرة الدولي، وذلك إثر تعرضه لحادث غرق مؤسف أثناء خوضه منافسات بطولة الجمهورية للسباحة تحت سن 12 عاماً، وهي الواقعة التي تركت أثراً بالغاً وحزناً عميقاً في نفوس الجميع.
وعلى صعيد الإجراءات الرسمية المتعلقة بكشف ملابسات الحادث، أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة أن الجهات المعنية تابعت تفاصيل الواقعة بدقة متناهية منذ لحظة تواجد اللاعب وحتى وفاته. وأشار في تصريحات إعلامية إلى أنه تم رفع كافة المستندات والتقارير، بما في ذلك السجل الطبي والتحقيقات الإدارية، إلى النيابة العامة لتكون ركيزة أساسية استندت إليها السلطات في بياناتها، موضحاً أن دائرة التحقيق والمساءلة اتسعت لتشمل كافة الأطراف ذات الصلة، بداية من النادي والاتحاد المعني باللعبة، وصولاً إلى اللجان الطبية ومنظومة الإسعاف، وذلك لإثبات الالتزام بالأكواد والمعايير المعتمدة.
وفيما يتعلق بالقرارات التأديبية، شدد المتحدث على أن الوزارة تلتزم التريث لحين صدور الكلمة الفصل من النيابة العامة عقب انتهاء الشق الجنائي، مؤكداً أن تحديد هوية المقصرين وتوجيه الاتهامات هو اختصاص أصيل لسلطات التحقيق القضائي سواء انتهى الأمر بالحفظ أو الإحالة للمحاكمة. واختتم حديثه بالتأكيد على اتباع الوزارة لمنهجية الشفافية المطلقة في التعامل مع هذا الملف الحساس، مع الحرص التام على التناغم بين المسارين الإداري والقانوني لضمان دقة النتائج وعدم وجود أي تعارض بينهما.
التعليقات