خيمت أجواء من الأسى العميق على الوسط الفني ورواد المنصات الرقمية عقب رحيل المخرج الكبير داوود عبد السيد، الذي وافته المنية بعد رحلة علاجية صعبة انتهت بتوقف وظائف الكلى، وهذا الحدث المؤسف يفتح الباب للتساؤل حول الدوافع الطبية التي تؤدي إلى تدهور عمل هذا العضو الحيوي وتوقفه عن أداء مهامه، حيث تشير المصادر الطبية المتخصصة إلى أن العجز الكلوي الحاد ينجم عادةً عن اختلالات رئيسية يمكن تصنيفها بناءً على موقع الخلل، سواء كان ذلك متعلقاً بمدى وصول الدم للكلى، أو بسلامة أنسجة الكلية ذاتها، أو بمسار خروج السوائل منها.

وفي مقدمة هذه الأسباب وأكثرها شيوعاً، نجد المشكلات التي تعيق تدفق الدم الضروري لعملية التنقية؛ فالكلى تعجز عن العمل إذا لم يصلها الإمداد الدموي الكافي، وغالباً ما يحدث هذا القصور نتيجة الجفاف الحاد الناجم عن نوبات القيء أو الإسهال المستمرة، كما يلعب ضعف عضلة القلب دوراً محورياً في ذلك، إذ يؤدي فشل القلب في ضخ الدم بقوة إلى حرمان الأعضاء من التروية اللازمة، فضلاً عن حالات الانخفاض المفاجئ في سوائل الجسم المصاحبة لبعض المتلازمات المرضية التي تؤثر على توازن السوائل.

على صعيد آخر، قد يكون الضرر نابعاً من داخل الكلية نفسها، حيث تتصدر متلازمة انحلال الدم اليوريمي قائمة الأسباب لدى الأطفال، مسببة تلفاً مباشراً للأنسجة يعطل وظائفها، بالإضافة إلى تأثيرات الالتهابات الكلوية وبعض العقاقير الطبية التي قد تكون سامة للكلى، وفي الحالات التي يصعب فيها تحديد السبب بدقة، يضطر الأطباء لأخذ خزعة نسيجية لفحصها معملياً وتحديد المسار العلاجي الأمثل، أما النوع الثالث من المسببات، فيتعلق بوجود عوائق بنيوية تمنع تصريف البول، وغالباً ما تكون عيوباً خلقية موجودة منذ الولادة مثل صمامات مجرى البول الخلفية التي تحول دون تفريغ المثانة، أو في حالات أقل شيوعاً نتيجة تكون الحصوات التي تغلق المسار وتسبب احتباساً مضراً.