رغم ندرة الإصابة بالأورام الخبيثة في عظام القدم، إلا أن خطورتها تكمن في التشابه الكبير بين مؤشراتها الأولية وبين الكدمات أو الإجهاد اليومي المعتاد، مما قد يؤدي إلى تأخر اكتشاف الحالة وتلقي الرعاية اللازمة. وتبدأ المعاناة غالباً بشكل خافت ثم تتصاعد حدتها بمرور الوقت، مما يفرض ضرورة الالتفات لأي إشارات غير مألوفة قد تطرأ على هذه المنطقة من الجسم وتعيق ممارسة الحياة بشكل طبيعي.

وتتمثل أولى إشارات الإنذار عادةً في نوبات ألم عميقة داخل العظام، لا تزول بالراحة أو المسكنات التقليدية، وتميل إلى الاشتداد خلال ساعات الليل أو عند الوقوف والمشي لفترات طويلة. وبالتوازي مع هذا الألم المتصاعد، قد يلحظ المصاب بروز كتلة صلبة أو انتفاخ غير مبرر في موضع الألم يزداد حجمه تدريجياً، وقد يكون ملمس الجلد فوق المنطقة المصابة دافئاً أو يميل لونه إلى الاحمرار، وهي علامات تشير إلى وجود نشاط غير طبيعي في الأنسجة يتطلب الحذر.

ومع تطور الحالة، قد تضعف بنية العظم لدرجة تؤدي إلى حدوث ما يعرف بالكسور المرضية، حيث ينكسر العظم نتيجة حركات بسيطة أو عفوية لا تستدعي ذلك في الأحوال الطبيعية. كما يمتد التأثير ليطال القدرة الحركية، فإذا كان الورم متموضعاً بالقرب من المفاصل أو الكاحل، فإنه يخلق حالة من التيبس ويجبر المريض على العرج أو مواجهة صعوبة بالغة في تحريك القدم. ولا تقتصر التبعات على موضع الإصابة فحسب، بل قد تظهر أعراض شمولية في مراحل متقدمة، مثل فقدان الوزن المفاجئ، والإعياء المستمر، ونوبات الحمى أو فقر الدم.

وفي ضوء هذه المؤشرات، يؤكد الخبراء على ضرورة عدم تجاهل أي ألم أو تورم يستمر لعدة أسابيع دون تماثل للشفاء، خاصة إذا رافقه عجز وظيفي أو ضعف في العظام. في هذه الحالة، يصبح التوجه للفحص الطبي خطوة حتمية وحاسمة، حيث يعتمد الأطباء في التشخيص على تقنيات التصوير الإشعاعي والتحاليل المخبرية، وقد يستلزم الأمر سحب عينة نسيجية لتحديد طبيعة الإصابة بدقة ووضع الخطة العلاجية المناسبة.