يشكل الحفاظ على صحة الكبد أولوية قصوى نظراً لطبيعة الأورام الخبيثة التي قد تصيب هذا العضو الحيوي وتشكل تهديداً حقيقياً للصحة، لذا فإن الخطوة الأولى نحو الأمان تكمن في فهم الأسباب الكامنة وراء هذا المرض وكيفية تجنبها. وتشير التقارير الطبية المتخصصة إلى وجود مجموعة متشابكة من الظروف والمسببات التي ترفع من احتمالية حدوث الإصابة، وتتنوع ما بين حالات مرضية مزمنة وسلوكيات حياتية يومية.
من أبرز العوامل التي تهيئ الجسم للإصابة، المعاناة من عدوى فيروسية مستمرة مثل التهاب الكبد الوبائي من النوع “ب” أو النوع “سي” الذي يستوطن الجسم لفترات طويلة، بالإضافة إلى حالة تليف الكبد التي تنتج عن ندوب في الأنسجة. كما تلعب الاضطرابات الأيضية دوراً محورياً، حيث يرتفع الخطر لدى مرضى السكري والمصابين بمرض الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول، وكذلك لدى الأشخاص الذين تعاني أجسامهم من تراكم مفرط للحديد نتيجة خلل يسمى داء ترسب الأصبغة الدموية.
ولا يقتصر الأمر على الأمراض السابقة، بل يمتد ليشمل نمط الحياة والنظام الغذائي؛ فالسمنة وزيادة الوزن المفرطة تضع الكبد تحت ضغط كبير، تماماً كما يفعل التدخين واستهلاك المشروبات الكحولية. علاوة على ذلك، قد يتسلل الخطر عبر الغذاء الملوث ببعض السموم الفطرية المعروفة بـ “الأفلاتوكسين”، والتي تنشأ في الحبوب والمكسرات التي تعرضت لسوء التخزين.
وفي المقابل، يمكن بناء جدار حماية ضد هذا المرض عبر تبني استراتيجيات وقائية فعالة، تبدأ بالالتزام بنمط حياة نشط والحفاظ على وزن مثالي للجسم. ومن الناحية الطبية، يعتبر تلقي اللقاح المضاد لالتهاب الكبد “ب” خطوة استباقية ضرورية، بجانب الحرص على إجراء تحاليل دورية للكشف عن فيروس “سي” وعلاجه فوراً إن وجد. وأخيراً، يمثل الإقلاع النهائي عن التدخين والامتناع عن الكحوليات حجر الزاوية في تعزيز مناعة الكبد وضمان سلامته على المدى الطويل.
التعليقات