غيب الموت مؤخراً مؤدي المهرجانات المعروف بلقب “دقدق” إثر رحلة مريرة مع سرطان الدماغ، وهو الحدث الذي يعيد إلى الأذهان خطورة هذا المرض الذي يستهدف مركز القيادة والتحكم في جسم الإنسان. تكمن الطبيعة الحرجة لهذه الإصابة في كونها تهاجم الجهاز العصبي مباشرة، مما يهدد الوظائف الحيوية الأساسية، بدءاً من القدرة على الحركة والكلام، وصولاً إلى الذاكرة والإبصار. ورغم أن الإحصاءات الطبية لا تضع أورام المخ في صدارة السرطانات الأكثر شيوعاً، إلا أنها تظل من بين أكثر الحالات تعقيداً سواء في رحلة الكشف عنها أو في مسارات علاجها الدقيقة.

ينشأ هذا المرض نتيجة انقسام غير منضبط للخلايا داخل أنسجة الرأس، مشكّلةً كتلاً قد تكون حميدة تنمو ببطء، أو خبيثة تتسم بالشراسة والانتشار السريع. وتنقسم هذه الأورام إلى نوعين رئيسيين؛ فبعضها يتكون داخل الدماغ نفسه، والبعض الآخر يكون مجرد امتداد لإصابات سرطانية بدأت في أعضاء أخرى كالرئة أو الثدي ثم انتقلت لتستقر في المخ. وحتى الآن، لم يضع العلم يده على سبب قاطع لحدوث هذه الطفرات، غير أن هناك عوامل تزيد من احتمالية الخطر، أبرزها التعرض المكثف للإشعاع -خاصة في الصغر- والتقدم في السن، بجانب العوامل الوراثية والتاريخ المرضي السابق مع الأورام.

تتعدد العلامات التي يرسلها الجسم للتحذير من وجود خلل ما، وتختلف باختلاف موقع الورم ومدى ضغطه على الأنسجة المحيطة. من أكثر هذه الإشارات شيوعاً الشعور بصداع دائم تزداد وطأته مع مرور الوقت، وحدوث نوبات تشنجية مفاجئة لدى أشخاص لم يعانوا منها سابقاً. كما قد يلاحظ المريض تدهوراً في الحواس مثل الرؤية والسمع، أو شعوراً بالخدر وضعف العضلات في الأطراف. وتمتد التأثيرات لتشمل الجانب الإدراكي والنفسي، مثل صعوبة التركيز، والتلعثم في الكلام، وتغيرات حادة في الطباع والسلوك، فضلاً عن الشعور بالغثيان والرغبة في القيء، وتحديداً في ساعات الصباح الأولى.