يواجه الكثيرون تحديات مزعجة عند الإصابة بنزلات البرد، لعل أكثرها إرهاقاً هو التدفق المستمر لمخاط الأنف، مما يدفع الأغلبية للبحث عن حلول سريعة عبر الأدوية الكيميائية لتسكين الأعراض لفترات قصيرة. ومع ذلك، يشدد خبراء الصحة على أن نمط الحياة واختيار الأطعمة المناسبة يلعبان دوراً جوهرياً وحاسماً في إدارة هذه الأعراض والسيطرة على الاحتقان بشكل أكثر فاعلية واستدامة.

للبدء في التعامل الصحيح مع هذه الحالة، ينبغي اتباع ممارسات يومية وقائية، مثل الحرص على تنظيف الممرات التنفسية برفق ودون عنف، والابتعاد التام عن الأجواء الملوثة بالدخان أو المثيرات البيئية، فضلاً عن تجنب الانتقال المفاجئ بين درجات الرطوبة المختلفة. كما يُنصح بتوخي الحذر عند استخدام العقاقير والتأكد من أنها لا تسبب تفاعلات تحسسية تزيد الوضع سوءاً، مع إمكانية اللجوء للبخاخات الملطفة عند الضرورة.

وفيما يخص الجانب الغذائي والعلاجات الطبيعية، تأتي السوائل الدافئة في مقدمة الحلول الناجعة؛ إذ يساعد تناول الحساء والشاي الساخن في إذابة المخاط المتراكم وتسهيل عملية التنفس، بالإضافة إلى تهدئة نوبات العطس. ويتكامل هذا الدور مع ضرورة شحن الجسم بجرعات وافرة من فيتامين “سي” عبر مصادره الطبيعية كالحمضيات، والكيوي، والفراولة، والخضروات الورقية، لتعزيز قدرة الجسم الدفاعية. كما تبرز أهمية الثوم كعنصر فعال بفضل خصائصه المقاومة للفيروسات، حيث يمكن دمج مفرومه مع العسل أو زيت الزيتون، أو حتى القرفة، لرفع كفاءة الجهاز المناعي.

إلى جانب ذلك، يعتبر العسل الخام، بفضل غناه بمضادات الأكسدة، خياراً ممتازاً لتهدئة التهابات الحلق ورفع المناعة، سواء تم تناوله منفرداً أو مذاباً في مشروب دافئ. وللحصول على راحة فورية من الانسداد، يُنصح باللجوء إلى استنشاق بخار الماء الساخن لترطيب الأغشية المتهيجة وتخفيف كثافة الإفرازات، بالإضافة إلى استخدام المحاليل الملحية لغسل الأنف، مما يساهم في إزالة الشوائب وتخفيف حدة الأعراض بشكل ملحوظ.