تعتبر شوربة الحبوب الكاملة مع الخضروات النشوية ملاذاً دافئاً في الليالي الباردة، حيث يمتزج فيها قوام البطاطس الناعم مع نكهة الفريكة الغنية لتقديم تجربة غذائية مليئة بالألياف ومشبعة للحواس. ما يميز هذا الطبق هو بساطته المتناهية وسرعة تحضيره، إذ يعتمد بشكل أساسي على مكونات متواضعة تتوفر غالباً في خزانة كل مطبخ، ليكون وجبة متكاملة تمنح الجسم الطاقة والشعور بالامتلاء لفترات طويلة.
للبدء في إعداد هذه الوصفة الشهية، يجب أولاً العناية بالفريكة عبر غسل نصف كوب منها جيداً للتخلص من أي شوائب ونقعها لمدة قصيرة، وفي تلك الأثناء يتم تجهيز قاعدة النكهة في وعاء مناسب على النار بتشويح بصلة مفرومة ناعماً في قليل من المادة الدهنية كالزيت أو الزبدة حتى تكتسب لوناً ذهبيًا خفيفًا، ثم يضاف إليها فصان من الثوم المهروس لتتصاعد رائحتهما الزكية. تضاف الفريكة المصفاة ومكعبات من حبة بطاطس كبيرة إلى القدر، ويتم تقليب الخليط لبضع دقائق حتى تتغلف المكونات بالنكهات العطرية.
بعد دمج المكونات، يُغمر الخليط بحوالي خمسة أكواب من مرق الدجاج أو الماء، ويمكن تعزيز المذاق بمكعب مرق إضافي حسب الرغبة الشخصية. تكتمل تتبيلة الحساء بإضافة الملح والفلفل الأسود، مع ضرورة وضع لمسة من الكمون للمساعدة في عملية الهضم، ورشة اختيارية من الكركم لمنح الشوربة لوناً ذهبياً جذاباً. يُترك الوعاء مغطى على نار هادئة لمدة تتراوح بين عشرين وخمس وعشرين دقيقة، وهي المدة الكافية لتتفتح حبات الفريكة وتصبح البطاطس طرية تماماً وقابلة للأكل.
في المرحلة النهائية وقبل التقديم، يُنصح بالتحقق من قوام الشوربة؛ فإذا كانت ثقيلة جداً يمكن تخفيفها بقليل من المرق الساخن، أو تركها تغلي لدقائق إضافية لزيادة كثافتها. للحصول على ملمس كريمي فاخر، يمكن هرس بعض قطع البطاطس داخل المرق. يُسكب الحساء ساخناً في أطباق عميقة، ويزين بالبقدونس المفروم لإضفاء لون حيوي، وتعتبر إضافة عصير الليمون الطازج عند الأكل لمسة سحرية تبرز جميع النكهات، كما يمكن إثراء الوجبة بقطع من الدجاج المسلوق لتصبح غداءً رئيسياً متكاملاً.
التعليقات