مع مرور السنوات، تطرأ تغيرات فسيولوجية طبيعية على الجسم، حيث تفقد الأوعية الدموية جزءاً من ليونتها المعهودة، مما يضع عبئاً إضافياً على عضلة القلب لضمان تدفق الدم، وهذا بدوره قد يمهد الطريق لمشاكل صحية مثل ضغط الدم وأمراض الأوعية الدموية؛ لذا يصبح الاهتمام بنمط الحياة ضرورة ملحة للحفاظ على حيوية الجهاز الدوري.

تكمن الخطوة الأولى نحو قلب قوي في تبني حياة نشطة، فلا بد من جعل الحركة جزءاً لا يتجزأ من الروتين اليومي من خلال تخصيص وقت كافٍ أسبوعياً للرياضة، سواء كان ذلك عبر المشي السريع أو السباحة أو أي هواية حركية مفضلة، فالانتظام في ذلك لا يعزز اللياقة فحسب، بل يساهم بشكل جوهري في الوصول إلى الوزن المثالي والحفاظ عليه، مما يخفف الحمل عن القلب ويحميه. وبالتوازي مع ذلك، يلعب الغذاء دوراً محورياً، إذ ينبغي انتقاء الأطعمة بعناية بالتركيز على المصادر النباتية كالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، إلى جانب البروتينات الصحية مثل الأسماك، مع ضرورة تقليص استهلاك الأملاح والسكريات والدهون الضارة التي تشكل خطراً خفياً على الشرايين.

علاوة على ذلك، يجب الانتباه للعادات اليومية المؤثرة، وفي مقدمتها الإقلاع عن التدخين بشتى صوره نظراً لضرره المباشر في تصلب الشرايين وإجهاد القلب، ويمكن الاستعانة بالمختصين لتحقيق ذلك. كما لا يقل النوم الجيد أهمية، فهو الفترة التي يرمم فيها الجهاز الدوري نفسه، لذا يجب الحرص على نيل قسط وافر من الراحة ليلاً، وتعتبر السيطرة على الضغوط النفسية والتوتر عاملاً حاسماً أيضاً، ويمكن تحقيق الهدوء النفسي عبر تقنيات الاسترخاء أو ممارسة الهوايات المفيدة. وأخيراً، تتطلب صحة القلب مراقبة طبية مستمرة، خاصة لمن يعانون من مشكلات صحية مزمنة مثل السكري أو اضطرابات الكوليسترول وضغط الدم؛ إذ إن التحكم الجيد في هذه الحالات والالتزام بتوجيهات الأطباء يشكل درعاً واقياً يمنع تفاقم الأمراض ويضمن سلامة القلب على المدى الطويل.