تفتح بعض الصور الأرشيفية نافذة نطل منها على تفاصيل الحياة الشاقة التي عاشها الآباء والأجداد، ومن بين تلك الوثائق البصرية تبرز لقطة تاريخية يعود زمنها لأكثر من خمسة عقود، وتحديداً لعام 1395هـ، بطلها المواطن محمد عبدالله عسيري من أهالي مركز مربة. وتعود تفاصيل الحكاية المثيرة إلى لحظات عصيبة واجهها هذا الرجل أثناء رعيه للأغنام، حيث وجد نفسه فجأة في مواجهة مباشرة مع نمر عربي حاول الانقضاض على قطيعه.
لم يقف الراعي مكتوف الأيدي أمام هذا الخطر الداهم، بل خاض نزالاً شرساً وجهاً لوجه مع الحيوان المفترس، مستعيناً بخنجره فقط للدفاع عن نفسه وعن رزقه، حتى تمكن في النهاية من القضاء عليه. وعقب تلك المعركة الضارية، توجه العسيري إلى مستشفى عسير لتلقي العلاج من الجروح الغائرة التي خلفتها مخالب النمر وأنيابه في جسده، حاملاً معه رأس النمر المقطوع ليقدمه للأطباء كبرهان مادي يفسر سبب إصاباته البليغة، في مشهد يجسد بوضوح طبيعة التحديات والمخاطر التي كانت تفرضها البيئة الجبلية في ذلك الزمن.
التعليقات