استيقظ الوسط الفني المصري صباح اليوم، الأربعاء 24 ديسمبر 2025، على خبر مؤلم برحيل الفنان والسيناريست طارق الأمير، الذي غادر عالمنا عن عمر ناهز الستين عامًا، مسدلاً الستار على رحلة فنية حافلة بعد معاناة مريرة مع المرض. وقد لفظ الفنان أنفاسه الأخيرة داخل إحدى المستشفيات الكبرى بالقاهرة، حيث كان يخضع لرعاية طبية فائقة خلال الأسابيع المنصرمة، إلا أن حالته شهدت تدهورًا متسارعًا لم تفلح معه التدخلات الطبية.
وكشفت المصادر المقربة من الأسرة أن الراحل مر بانتكاسة صحية حرجة استدعت نقله بشكل عاجل إلى العناية المركزة، حيث واجه جسده هجومًا شرسًا من عدوى بكتيرية حادة أدت إلى إضعاف جهازه المناعي بشكل كبير. وتزامنت هذه العدوى مع مشكلات قلبية لم يكن الفنان على دراية مسبقة بخطورتها، إذ أوضحت التقارير الطبية أن قصورًا في الشرايين التاجية أدى إلى توقف عضلة القلب بشكل متكرر، ورغم محاولات الإنعاش المستميتة من قبل الفريق المعالج، إلا أن المضاعفات التي طالت الكلى والكبد والجهاز التنفسي كانت أقوى من قدرة الجسم على المقاومة.
وفي السياق ذاته، أشار الأطباء المشرفون على الحالة إلى أن التدهور المفاجئ نتج عن تضافر الأزمة القلبية مع العدوى البكتيرية، مما تسبب في تراكم السوائل على الرئة وفشل في وظائف الأعضاء الحيوية، وهو ما جعل السيطرة على الوضع الصحي أمرًا بالغ الصعوبة، لينتهي الصراع بتوقف القلب تمامًا في ساعات الصباح الأولى، تاركًا صدمة كبيرة لدى عائلته ومحبيه الذين كانوا يأملون في تحسن حالته.
وعن مراسم الوداع الأخير، أعلن شقيق الراحل عبر منصات التواصل الاجتماعي أن صلاة الجنازة ستقام عقب صلاة الظهر بمسجد الرحمن الرحيم، ليتم بعدها تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة الكائنة بمدينة السادس من أكتوبر على طريق الواحات، في حضور يقتصر على الأهل والأصدقاء المقربين، وسط أجواء من الحزن العميق.
ويُذكر أن طارق الأمير ترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة المشاهدين، حيث جمع بين موهبة التمثيل والكتابة. فقد بدأ مسيرته في تسعينيات القرن الماضي، واشتهر بأدوار مميزة منها شخصية الضابط في فيلم “اللي بالي بالك” ودوره في “عسل أسود”، كما أثرى المكتبة السينمائية بكتاباته لعدد من الأعمال الناجحة مثل “كتكوت” و”مطب صناعي”، مما جعله فنانًا شاملاً يحظى بتقدير زملائه وجمهوره الذي نعاه بكلمات مؤثرة ودعوات بالرحمة والمغفرة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
التعليقات