يحتل مخلل اللفت مكانة مميزة وأساسية على الموائد، لا سيما عند تقديمه بجانب المشويات والأكلات السريعة، ورغم أن إعداده يبدو للوهلة الأولى عملية بسيطة، إلا أن الكثيرين يعانون من مشكلات تتعلق بفساده سريعًا أو فقدانه لتلك القرمشة المحببة وتغير لونه. ولضمان الحصول على مخلل ناجح يدوم لفترات طويلة بنفس الجودة، يكمن السر في اتباع خطوات دقيقة واختيار المكونات بعناية، بدءًا من انتقاء حبات اللفت صغيرة الحجم، حيث تتميز بكونها أكثر صلابة وأقل مرارة مقارنة بالأحجام الكبيرة، مما يجعلها تتحمل التخزين دون أن تهترئ.

تبدأ عملية التحضير بتجهيز حوالي كيلو من اللفت المقطع بالشكل المفضل، سواء كان أصابع أو شرائح، مع ضرورة نقعه في الملح لمدة ساعة كاملة؛ فهذه الخطوة جوهرية لطرد السوائل الزائدة منه لضمان احتفاظه بقرمشته لأطول فترة ممكنة. وبالتوازي مع ذلك، يجب العناية بالأوعية المستخدمة، حيث يُفضل استخدام برطمانات زجاجية معقمة وجافة تمامًا، لأن أي رطوبة متبقية قد تتسبب في تسريع ظهور العفن وإفساد المخلل. أما بالنسبة لسائل التخليل، فيتم إعداده بمزج كوب من الماء الذي سبق غليه وتبريده لضمان نقائه، مع نصف كوب من الخل الأبيض وملعقتين كبيرتين من الملح الخشن، مع الحرص على التقليب المستمر حتى يذوب الملح كليًا.

عند مرحلة التعبئة، تُرص قطع اللفت داخل البرطمان بالتناوب مع شرائح من البنجر، الذي يلعب دورًا مزدوجًا في منح المخلل لونه الوردي الزاهي بشكل طبيعي والمساعدة في عملية الحفظ، كما يمكن إضافة بضع فصوص من الثوم لمن يفضلون تعزيز النكهة. في النهاية، يُغمر الخليط تمامًا بالمحلول الملحي الذي تم تحضيره، ويُغلق البرطمان بإحكام شديد لمنع دخول الهواء، ثم يُحفظ في مكان جاف ومظلم بعيدًا عن ضوء الشمس المباشر، ليكون جاهزًا للتقديم بمذاق مثالي وقوام متماسك خلال فترة تتراوح بين خمسة إلى سبعة أيام.