مع حلول أجواء الشتاء الباردة، تتجه الأنظار داخل البيوت المصرية إلى الأطباق التراثية التي تبعث الدفء في الأوصال وتمتاز بقيمتها الغذائية العالية، ويأتي “الكشك” على رأس هذه القائمة كواحد من الأطعمة المحببة للكثيرين. وفي هذا السياق، استعرضت الشيف نجلاء الشرشابي وصفة مميزة لإعداد هذا الطبق بأسلوب يضمن الوصول إلى مذاق أصيل وقوام ناعم، معتمدة على مكونات بسيطة وخطوات غير معقدة تناسب المطبخ المنزلي.
لتحضير هذه الوصفة، يتم تجهيز مقدار كوبين من الكشك بعد نقعهم في الماء لمدة ساعتين ليكونوا جاهزين للطهي، إلى جانب توفير لتر من مرقة اللحم أو الدجاج لتعزيز النكهة الغنية. تبدأ رحلة الطهي بوضع مادة دهنية مثل السمن أو الزيت في وعاء مناسب على النار، ثم يُضاف البصل المفروم ويتم تشويحه بصبر حتى يذبل ويكتسب لوناً ذهبياً جذاباً، يليه مباشرة إضافة الثوم المفروم وتقليبه للحظات معدودة حتى تفوح رائحته الزكية في المكان.
بعد تجهيز القاعدة العطرية للطبق، يُضاف الكشك المنقوع ويقلب جيداً ليمتزج تماماً مع البصل والثوم، ثم تأتي مرحلة إضافة المرقة بشكل تدريجي. وتكمن الحيلة هنا في ضرورة التقليب المستمر وعدم التوقف لضمان عدم حدوث أي تكتلات وللحصول على ملمس انسيابي ناعم، ويُترك الخليط ليغلي برفق على نار هادئة حتى يتكاثف ويصل إلى القوام الكريمي المطلوب، مع ضبط النكهة بإضافة الملح والفلفل الأسود، ويمكن تعزيز الطعم برشة خفيفة من جوزة الطيب أو الشطة لمن يفضلون المذاق الحار.
ولضمان نجاح الوصفة، يُنصح بالتحكم في كثافة وثقل القوام عبر تزويد المرقة الساخنة عند الحاجة، مع الاستمرار في التحريك كسر أساسي للحفاظ على نعومة الطبق. وفي النهاية، يُرفع الكشك من على النار ويُقدم ساخناً ليكون مصدراً مثالياً للطاقة والدفء ومغذياً للجسم، ويُفضل تقديمه بجانب الخبز البلدي المحمص، أو إضافة “طشة” تقليدية من السمن والثوم على الوجه لإضفاء لمسة نهائية شهية.
التعليقات