يزخر الموروث الغذائي المصري بأطباق ذات طابع خاص تمنح الدفء والنشاط، وتعتبر “المفتقة” واحدة من أبرز هذه الحلويات التراثية التي لطالما كانت رفيقًا مثاليًا في ليالي الشتاء القارسة، ومصدرًا أساسيًا لاستعادة العافية والقوة البدنية. وفي هذا السياق، يمكن تحضير هذا الصنف في المنزل بخطوات واضحة ومكونات متوفرة تضمن الحصول على مذاق أصيل، مستوحى من لمسات الشيف نجلاء الشرشابي التي تجمع بين السهولة والجودة في آن واحد.

تعتمد الوصفة في أساسها على تجهيز مقادير دقيقة تشمل كوبًا من الدقيق يقابله كوب من السمسم المحمص وآخر من الفول السوداني المجروش، بالإضافة إلى مزيج دهني يتألف من نصف كوب من السمن البلدي ومثله من الزيت. ولإضفاء النكهة المميزة والتحلية، يُستخدم نصف كوب من عسل النحل أو العسل الأسود، مُعززًا بتتبيلة عطرية غنية تضم ملعقة كبيرة من الحلبة المطحونة، وملعقة صغيرة من كل من القرفة والزنجبيل، مع لمسات خفيفة من جوزة الطيب ورشة ملح. تبدأ رحلة الطهي بتحميص الدقيق على حرارة منخفضة مع التحريك المستمر حتى يتبدل لونه وتفوح رائحته، ثم يُمزج بالمواد الدهنية والتقليب المستمر حتى تتداخل كافة العناصر ببعضها البعض.

عقب امتزاج الدقيق بالدهون، يتم نثر التوابل العطرية فوق الخليط وتقليبها جيدًا قبل البدء في سكب العسل ببطء وبشكل تدريجي لضمان التجانس التام. وتكتمل اللوحة بإضافة العناصر المقرمشة من السمسم والفول السوداني، مع الاستمرار في التحريك حتى يثقل القوام ويصبح ناعمًا وكثيفًا. ولضمان الحصول على أفضل نتيجة، يُنصح دائمًا بالاعتماد على نار هادئة تجنبًا لاحتراق الدقيق، كما يُتاح المجال للإبداع بإضافة مكسرات أخرى كالبندق أو اللوز حسب التفضيل الشخصي. في النهاية، تُرفع المفتقة عن النار وتُترك لتهدأ حرارتها قبل تعبئتها في أوعية زجاجية محكمة الإغلاق وحفظها داخل المبرد، لتكون جاهزة كوجبة مشبعة ومغذية.