لم يحتج عبد الحميد بسيوني للكثير من الوقت ليثبت أقدامه داخل جدران القلعة البيضاء، فمنذ وطأت قدماه ملعب ميت عقبة، سطر بداية استثنائية توجها بانتزاع لقب هداف الدوري المصري برصيد 15 هدفاً في موسم 97/98، ليصبح ركيزة أساسية في هجوم الزمالك. وخلال مسيرته مع الفارس الأبيض، ساهمت أهدافه في حصد أربعة ألقاب متنوعة، جمعت بين الدوري والكأس محلياً، والبطولة الأفرو-آسيوية وكأس الكؤوس الأفريقية قارياً، حيث كان له بصمة لا تنسى بتسجيله خمسة أهداف قارية، أبرزها في شباك كانون ياوندي الكاميروني بالمباراة النهائية.
لكن المشهد تغير بقدوم المهاجم المخضرم حسام حسن لقيادة هجوم الزمالك، مما قلص فرص مشاركة بسيوني وأبعده عن حسابات الجهاز الفني والمنتخب، ليقرر خوض تحدٍ جديد بقميص النادي الإسماعيلي. وهناك، نجح في قيادة “الدراويش” لتحقيق إنجاز تاريخي بانتزاع درع الدوري من بين أنياب القطبين في منافسة شرسة، مسجلاً 21 هدفاً خلال موسمين، بالإضافة إلى هدف قاري مميز في مرمى كايزر تشيفز. ورغم هذا التألق، تكرر سيناريو الرحيل المفاجئ عن الإسماعيلي بقرار إداري غير مبرر، مشابه لما حدث معه سابقاً في الزمالك، لينتقل بعدها إلى حرس الحدود الصاعد حديثاً آنذاك، تحت قيادة حلمي طولان، حيث قضى ستة مواسم أضاف خلالها 30 هدفاً لسجله التهديفي.
وعلى الصعيد الدولي، يمتلك بسيوني سجلاً فريداً نال بسببه تقديراً خاصاً من الاتحاد الدولي “فيفا” عام 1999، وذلك بعد تسجيله أسرع “هاتريك” دولي في غضون دقيقة واحدة بقميص منتخب مصر أمام ناميبيا في تصفيات المونديال. كما تسيّد البطولات العسكرية، محققاً لقب كأس العالم العسكرية أربع مرات ولقبين أفريقيين، وتوج هدافاً لمونديال العسكريين عام 2001. وقد اختتم مسيرته الحافلة التي شهدت تسجيل 71 هدفاً في الدوري و13 هدفاً أفريقياً، بمباراة اعتزال جمعت بين الزمالك وحرس الحدود، وتقديراً لمشواره، مُنح وسام الرياضة من الطبقة الأولى مرتين، وميدالية الجيش التي تعد أرفع تكريم مدني من القوات المسلحة.
ولم يتوقف طموح بسيوني عند اعتزال اللعب، بل انتقل بنجاح إلى عالم التدريب، حيث قاد طلائع الجيش لتحقيق أول بطولة في تاريخ النادي، متوجاً بكأس السوبر المصري على حساب العملاق الأهلي في سبتمبر 2021. وجاء هذا الانتصار الدرامي بركلات الترجيح بعد مباراة ماراثونية انتهت بالتعادل السلبي، ليثبت جدارته الفنية كما أثبتها سابقاً كلاعب هداف.
التعليقات