تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد رموز الكرة المصرية البارزين، الكابتن عبد العزيز عبد الشافي، الذي يكمل عامه الثالث والسبعين، حيث أبصر النور في القاهرة أواخر عام 1952. بدأت حكايته مع الساحرة المستديرة داخل جدران القلعة الحمراء وهو لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، وسرعان ما لفتت موهبته الفذة الأنظار، مما دفع الجهاز الفني لتصعيده للعب مع الكبار وهو لا يزال فتى يافعاً في السادسة عشرة، ليسجل ظهوره الأول في رحلة خارجية للفريق بالمجر.

تميز “زيزو” بلمساته السحرية في وسط الملعب وقدرته الفائقة على صناعة اللعب، إلا أن ما رسخ اسمه في عقول الجماهير كان اعتياده زيارة شباك الغريم التقليدي في مباريات القمة، وهي عادة لازمتة منذ مراحل الناشئين وحتى الفريق الأول. ولم تقتصر مساهماته التهديفية على ذلك، بل تخطى حاجز المائة هدف بقميص النادي في مختلف المسابقات، مما جعله أحد أبرز الهدافين في مركزه. وبفضل هذا التألق المبكر، فُتحت له أبواب المنتخب الوطني وهو في السابعة عشرة، ليصبح من أصغر اللاعبين تمثيلاً للفراعنة عبر التاريخ، حيث شارك في أكثر من ثلاثين مباراة دولية، ودشن أهدافه الدولية في شباك ألمانيا الشرقية عام 1969.

وعلى الرغم من كونه أحد أفراد الجيل الذهبي الذي أهدى الأهلي أول لقب قاري في تاريخه عام 1982، إلا أن لعنة الإصابات وقفت حائلاً دون استمرار مسيرته في الملاعب، مجبرة إياه على تعليق حذائه مبكراً وهو في السابعة والعشرين من عمره. لكن هذا الاعتزال لم يكن نهاية المطاف، بل كان بداية لرحلة إدارية وفنية حافلة؛ حيث تولى مسؤولية إدارة الكرة بالنادي وحقق نجاحات ملموسة محلياً وقارياً، قبل أن يوجه بوصلته نحو عالم التدريب.

تنقل “زيزو” في محطاته التدريبية بين عدة تجارب مميزة، بدأت بالعمل مساعداً للجنرال محمود الجوهري في المنتخب الوطني، ثم قيادة المنتخب الأولمبي. وعلى صعيد الأندية، صنع إنجازاً غير مسبوق مع نادي بلدية المحلة بقيادتهم لنهائي الكأس لأول مرة في تاريخهم. كما امتدت نجاحاته لخارج الحدود، حيث خاض تجارب في السعودية مع أهلي جدة، وصنع مجداً كبيراً في لبنان مع نادي النجمة محققاً كافة الألقاب الممكنة، ليعود بعدها في أوقات لاحقة لخدمة بيته الأول كمدير فني مؤقت للأهلي لإنقاذ الموقف في عام 2010.