تحل اليوم الأربعاء الذكرى السنوية الثانية لرحيل الكابتن عبد المنعم الحاج، أحد أبرز الرموز في تاريخ كرة القدم المصرية، والذي غادر دنيانا في الحادي والثلاثين من ديسمبر لعام 2023، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً تنوع بين اللعب والتدريب والإدارة الرياضية، فقد شغل الراحل مناصب مرموقة منها رئاسة نادي الترسانة وعضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة، فضلاً عن قيادته الفنية للمنتخب الوطني في فترات سابقة.

وعلى الرغم من أن بدايات الحاج كانت داخل جدران القلعة البيضاء، حيث نشأ وتدرج في صفوف الناشئين بنادي الزمالك مزاملاً نجومًا كبارًا مثل نبيل نصير ومحمد رفاعي، وصولاً إلى خوضه مباراتين وديتين مع الفريق الأول في مركز الظهير الأيمن، إلا أن مسيرته الحقيقية وتوهجه الكروي ارتبطا بانتقاله إلى قلعة الشواكيش، هناك انضم إلى الجيل الذهبي التاريخي لنادي الترسانة رفقة أساطير مثل الشاذلي ومصطفى رياض، ونجح معهم في معانقة المجد بالتتويج بلقب الدوري العام مرة واحدة، وحصد كأس مصر في مناسبتين.

وبعد أن أسدل الستار على مسيرته كلاعب باعتزاله عام 1971، اتجه “الحاج” صوب مجال التدريب مسلحاً بالدراسة بعد حصوله على دورات متخصصة في ألمانيا، واستهل مشواره بتدريب أندية مثل الشمس والمقاولون العرب، قبل أن ينال شرف قيادة المنتخب المصري عام 1980، وهو العام الذي شهد تحت قيادته تأهل الفراعنة إلى أولمبياد موسكو، بالإضافة إلى تقديم أداء قوي في كأس الأمم الأفريقية بنيجيريا، حيث كان المنتخب قريباً للغاية من المباراة النهائية لولا الهزيمة بضربات الحظ أمام الجزائر، كما امتدت نجاحاته التدريبية خارج الحدود حين تولى تدريب الريان القطري عام 1981 وحقق معه ثنائية الدوري والكأس، ليتم اختياره بعدها مديراً فنياً لمنتخب العرب.

ولم تتوقف عطاءات عبد المنعم الحاج عند المستطيل الأخضر، بل انتقل بخبراته إلى العمل الإداري، فبدأ عضواً في اتحاد الكرة المصري عام 1990، ثم عاد إلى بيته القديم رئيساً لنادي الترسانة بالانتخاب منذ عام 1993 وحتى 1998، وتوالت مناصبه القيادية بعد ذلك ليترأس منطقة القاهرة لكرة القدم ولجنة المدربين، كما شغل منصب وكيل نقابة المهن الرياضية، واختتم مسيرته الإدارية مديراً لمعهد التثقيف الرياضي المهني، ليخلد اسمه كإداري محنك كما كان مدرباً ولاعباً فذاً.