ينبه المتخصصون في مجال الرعاية الصحية إلى أن العناية بنظافة مفروشات النوم تتجاوز كونها مسألة رفاهية أو مظهر جمالي، لتصبح ركيزة أساسية للحفاظ على السلامة الجسدية والنفسية وجودة الراحة الليلية. فبمجرد إطفاء الأنوار، لا يتوقف النشاط الحيوي للجسم؛ إذ يواصل طرح كميات كبيرة من الخلايا الميتة والرطوبة الناتجة عن التعرق، مما يحول السرير -في حال إهمال تنظيفه- إلى بيئة خصبة لنمو الكائنات المجهرية التي قد تهدد الجهاز التنفسي وسلامة الجلد.
وتشير الدراسات العلمية، بما في ذلك أبحاث الأحياء الدقيقة، إلى أن بيئة النوم غير الصحية قد تتحول إلى مستودع للبكتيريا والفطريات، حيث تتفاعل سوائل الجسم مع الميكروبات الطبيعية لتنتج روائح غير مستحبة، بينما تتراكم الغبار وحبوب اللقاح لتشكل عبئًا على نقاء الهواء داخل الغرفة. ويصبح الأمر أكثر تعقيدًا بوجود عث الغبار الذي يجد في قشور الجلد الميت وليمة دسمة، وفي دفء المراتب ورطوبتها مناخًا مثاليًا للتكاثر، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض الربو والأكزيما نتيجة لفضلات هذه الكائنات الدقيقة.
تزداد المخاطر الصحية عند مشاركة السرير مع الحيوانات الأليفة، حيث يرتفع الحمل الميكروبي نتيجة انتقال الوبر والأوساخ الخارجية، كما تم رصد أنواع من الفطريات في الوسائد القديمة قد تشكل خطرًا حقيقيًا على ذوي المناعة الضعيفة. ولضمان بيئة نوم آمنة، يُنصح باتباع روتين تنظيف صارم يتضمن غسل الأغطية والشراشف بماء ساخن لا تقل حرارته عن 60 درجة مئوية للقضاء على الجراثيم، وذلك بمعدل أسبوعي في الظروف العادية، أو كل بضعة أيام في حالات التعرق الشديد أو المرض.
ولتحقيق تطهير عميق، لا يكفي غسل الأقمشة الخارجية فحسب، بل يجب العناية بأساسيات السرير؛ إذ يُفضل تعريض الوسائد والمراتب للتهوية الجيدة وتنظيفها بالمكنسة الكهربائية بانتظام، مع غسل حشوات الوسائد والألحفة عدة مرات سنويًا. كما يُقترح استخدام الحرارة العالية عبر التجفيف الآلي أو الكي لتعقيم الأنسجة، أو اللجوء للتجميد لعدة ساعات كحيلة فعالة للتخلص من العث الكامن داخل الوسائد، مع ضرورة استبدال المرتبة بالكامل كل سبع سنوات لضمان استمرار الدعم الصحي والنظافة.
وفي الختام، يعتمد النوم الصحي على منظومة متكاملة من العادات البسيطة، مثل تهوية غرفة النوم يوميًا لتجديد الهواء، وتجنب تناول الأطعمة في السرير لمنع تراكم الفتات، والحرص الدائم على إزالة ذلك “الخليط البيولوجي” المتراكم من خلال الغسيل الدوري، مما يضمن خلو مكان الراحة من مسببات الحساسية والعدوى ويمنح الجسم الاسترخاء المطلوب.
التعليقات