يشتهر الزعفران بكونه أكثر من مجرد تابل يضيف نكهة مميزة للأطباق، فهو يُعتبر بمثابة درع طبيعي يعزز من كفاءة الجهاز المناعي ويساهم في الحفاظ على صحة الإبصار، إلا أن قيمته الحقيقية تمتد لتشمل جوانب صحية أعمق قد يغفل عنها الكثيرون، لا سيما فيما يتعلق بالدعم النفسي، وصحة القلب والأوعية الدموية، والعناية الخاصة بصحة المرأة.

على الصعيد النفسي، أثبتت المركبات النشطة الموجودة في خيوط الزعفران فاعلية ملحوظة في تحسين الحالة المزاجية، حيث تعمل بآليات مشابهة لبعض العقاقير الطبية المخصصة لعلاج الاكتئاب والقلق، ولكن ما يميزها هو أنها تقدم هذا الدعم النفسي مع تسجيل انخفاض واضح في الآثار الجانبية المزعجة التي تسببها الأدوية الكيميائية عادة. وبالتوازي مع ذلك، يبرز دور الزعفران كحليف قوي للمرأة، إذ يساهم بشكل فعال في التخفيف من وطأة الأعراض الجسدية والنفسية المصاحبة لمتلازمة ما قبل الطمث؛ فقد أظهرت التجارب أن نسبة كبيرة من النساء اللواتي أدخلن الزعفران في أنظمتهن شعرن بتحسن كبير وتراجع في حدة تلك الاضطرابات الشهرية.

وفيما يخص صحة القلب، يلاحظ أن المجتمعات التي تعتمد الزعفران كجزء أساسي من غذائها، مثل سكان حوض البحر الأبيض المتوسط، تتمتع بمعدلات أقل من الإصابات القلبية. ويعزى هذا التأثير الوقائي إلى خصائص الزعفران القوية في مكافحة الالتهابات واحتوائه على مادة الكروسيتين التي تلعب دوراً جوهرياً في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم، مما يقلل بشكل غير مباشر من مخاطر التعرض للنوبات القلبية. علاوة على ذلك، يوفر محتواه الغني بمضادات الأكسدة حماية إضافية لخلايا القلب ويعزز من قدرة الجسم الطبيعية على التصدي للبكتيريا والأمراض المختلفة.