خيمت أجواء من الحزن العميق على أرجاء محافظة المنوفية إثر رحيل الشاب الجامعي حسان عادل أبو حسن، الطالب بالفرقة الثالثة في كلية التجارة بجامعة مدينة السادات، الذي أسلم الروح لبارئها يوم الاثنين بعد معركة مريرة مع الألم استمرت قرابة التسعين يومًا. فقد دخل الفقيد في غيبوبة طويلة داخل غرف العناية المركزة نتيجة تدهور حالته الصحية بشكل مأساوي عقب تعرضه لهجوم مباغت من أحد الكلاب، وهي النهاية الأليمة التي تركت صدمة كبيرة في نفوس أبناء قريته، وجددت المخاوف بشأن التعامل مع الحيوانات الضالة وضرورة الوعي الطبي الفوري للتعامل مع مثل هذه الإصابات.

تعود فصول المأساة إلى قرية طليا التابعة لمركز أشمون، حينما كان الفقيد متواجدًا في الأراضي الزراعية المتاخمة لمنزله قبل ثلاثة أشهر وتعرض للإصابة. ورغم سعي الأسرة السريع لإنقاذه بحصوله على الإسعافات الأولية والتوجه به إلى المستشفى العام لتلقي جرعات المصل المعتادة، إلا أن جسده لم يستجب للعلاج كما كان مؤملاً، وساءت الأمور بسرعة غير متوقعة، مما استدعى نقله إلى مستشفى الحميات ودخوله في غيبوبة كاملة انتهت بوفاته، ليتحول المشهد في قريته إلى سرادق عزاء كبير استعدادًا لمواراة جثمانه الثرى بعد صلاة المغرب بمسجد سيدي خفاجي.

وفي سياق تفسير الخطورة الطبية الكامنة وراء هذه الحوادث، يرى الخبراء أن الخطر لا يكمن فقط في حجم الجرح الظاهري الذي قد يبدو بسيطًا للعين المجردة، بل فيما يحمله لعاب الحيوان من ميكروبات وفيروسات قاتلة قد تتسرب إلى مجرى الدم. وتكمن الكارثة الحقيقية في احتمالية انتقال عدوى “السعار” التي تهاجم الجهاز العصبي وتدمر الخلايا الحيوية، مما يجعل فرص النجاة تتضاءل بشدة وتصل إلى حد الاستحالة بمجرد ظهور الأعراض العصبية المتقدمة، وهو ما يفسر دخول بعض الحالات في مضاعفات خطيرة تؤدي إلى الوفاة.

وانطلاقًا من الحرص على الأرواح وتجنب تكرار مثل هذه الفواجع، يشدد المتخصصون، ومنهم الدكتور مصعب إبراهيم، استشاري الكلى، على ضرورة عدم الاستهانة بأي خدش تسببه الحيوانات، مهما كان صغيرًا. وتتمثل الخطوات الذهبية للنجاة في المبادرة فورًا بغسل مكان الإصابة بالماء الجاري والصابون لمدة لا تقل عن عشر دقائق لتقليل الحمل الفيروسي، ثم التعقيم والتوجه المباشر للمراكز الطبية لأخذ اللقاحات الوقائية دون أي تأخير، مع ضرورة توخي الحذر الشديد عند التعامل مع حيوانات الشوارع غير الملقحة، خاصة في المناطق الريفية.