اتخذت السلطات البريطانية خطوات حاسمة لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات الجسيمة التي يشهدها السودان، حيث أصدرت حزمة من العقوبات استهدفت شخصيات قيادية بارزة في صفوف “قوات الدعم السريع”. ويأتي هذا التحرك كرد فعل دولي مباشر على التقارير المروعة التي وثقت ممارسات وحشية شملت القتل الجماعي والانتهاكات الجنسية الممنهجة، فضلاً عن الاستهداف المتعمد للمدنيين العزل، لا سيما في مدينة الفاشر التي شهدت تصعيداً خطيراً في العنف.

وعلى رأس القائمة المستهدفة بهذه الإجراءات، يبرز اسم عبد الرحيم حمدان دقلو، الذي يشغل منصب نائب قائد القوات وشقيق الفريق أول “حميدتي”. وتُشير حيثيات القرار إلى ضلوعه في إدارة عمليات تصفية وإعدامات ذات طابع عرقي، واعتداءات جنسية واسعة النطاق شملت الاغتصاب الجماعي، بالإضافة إلى تورطه في جرائم الخطف بغرض طلب الفدية، والاعتقال التعسفي، واستهداف البنية التحتية الصحية والعاملين في المجال الإغاثي.

ولم تقتصر العقوبات على القيادة العليا فحسب، بل طالت قادة ميدانيين مؤثرين؛ من بينهم جدو حمدان أحمد، المسؤول عن قطاع شمال دارفور، الذي يواجه اتهامات بشن هجمات دموية واختطافات طالت حتى الطواقم الطبية وموظفي الإغاثة. كما شملت القرارات العميد الفاتح عبد الله إدريس، والقيادي الميداني تيجاني إبراهيم موسى، نظراً لدورهما المحوري في توجيه العمليات العسكرية ضد المدنيين بشكل مباشر في الفاشر، وممارسة العنف والاضطهاد ضد السكان بناءً على خلفياتهم العرقية والدينية، مما فاقم من المأساة الإنسانية في المنطقة.