تتعدد المسارات العلاجية للتعامل مع التهابات الجيوب الأنفية، حيث يعتمد اختيار الأسلوب الأمثل على طبيعة الأعراض وشدتها والفترة الزمنية التي استمرت خلالها. في بداية الأمر، يمكن السيطرة على الوضع وتخفيف حدة الانزعاج من خلال خطوات منزلية بسيطة، مثل الحرص على ترطيب الجسم بشرب كميات وفيرة من السوائل، واستخدام المحاليل الملحية لتنظيف وتعقيم الممرات التنفسية، بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة ببعض المستحضرات الطبية المتاحة في الصيدليات دون الحاجة لوصفة، كأدوية نزلات البرد ومضادات الحساسية والعقاقير المزيلة للاحتقان.
في حال استمرت المعاناة ولم يطرأ أي تحسن ملحوظ بعد مرور عشرة أيام من الرعاية الذاتية، يصبح التدخل الطبي المتخصص ضروريًا. في هذه المرحلة، قد يلجأ الطبيب إلى وصف خطة علاجية أكثر قوة تشمل المضادات الحيوية، أو أنواعًا محددة من بخاخات الستيرويد الأنفية الموصوفة طبيًا، مع ضرورة الانتباه إلى عدم الإفراط في استخدام البخاخات التجارية السريعة لأكثر من ثلاثة إلى خمسة أيام لتجنب حدوث رد فعل عكسي يزيد من انسداد الأنف، كما قد تتضمن الوصفة أدوية لفك الاحتقان سواء كانت أقراصًا أو دهانات موضعية.
عندما تتحول المشكلة إلى حالة مزمنة، يتجه الأطباء نحو التركيز على معالجة الجذور الأساسية للمرض بدلاً من الاكتفاء بتسكين الأعراض. قد يتطلب ذلك استخدام مضادات الهيستامين سواء كانت بخاخات موضعية أو أقراصًا فموية، إلى جانب مثبطات الليكوترين مثل “مونتيلوكاست” للسيطرة على التفاعلات التحسسية. وفي الحالات التي توجد فيها عوائق جسدية مثل انحرافات الهيكل الأنفي، أو نمو الزوائد اللحمية (الأورام الحميدة)، أو وجود عدوى فطرية معقدة، قد يكون التدخل الجراحي هو الحل الأمثل لاستعادة وظيفة التنفس الطبيعية.
أما فيما يتعلق بالعلاج بالمضادات الحيوية عند الضرورة، فإن تحديد النوع المناسب يخضع لتقييم الطبيب للحالة الصحية للمريض بدقة. وتتنوع الخيارات الدوائية المتاحة في هذا السياق لتشمل عقاقير مثل الأموكسيسيلين، ومركب الأموكسيسيلين مع الكلافولانات (أوجمنتين)، والدوكسيسايكلين، بالإضافة إلى بدائل أخرى مثل ليفوفلوكساسين، وسيفيكسيم، وسيفبودوكسيم، وكليندامايسين، حيث يتم انتقاء الدواء الأكثر ملاءمة لضمان القضاء على العدوى بفاعلية.
التعليقات